تحمل عملية اكتشاف الإرهابي وسام دلة داخل مخبئه في حي السلم الواقع في الضاحية الجنوبية معقل حزب الله الكثير من الدلالات التي توجب التمعّن فيها.
فهو السوري “الداعشي” الذي نفّذ عملية التفجير التي جرت في شارع السودان في منطقة السيدة زينب خلال مجلس عاشورائي.
وهو نفسه الذي جاء الى عائلته النازحة في لبنان ولجأ اليها بعد نشاطه الارهابي.
وأيضا تشكل الرواية الثابتة التي تتلخص بدخول دلة “الداعشي” عبر الطرق غير الشرعية وصولا الى عائلته في لبنان جرس انذار وتنطوي على معاني خطيرة للغاية، *حسبما افاد مصدر امني لـ “ليبانون فايلز”، ابرزها:*
*- أولاً:* سهولة انتقال هؤلاء الارهابيين في غفلة من أعين الاجهزة الامنية التي لا يمكنها تغطية تلك المساحات المتفلتة عبر عشرات المعابر غير الشرعية التي ينفذون منها باعتبارها خط مواصلات آمن لهم.
*- ثانياً:* امكانية تغلغل الارهاب في لبنان واستغلال “الدواعش” عائلاتهم النازحة والمقيمة فيه وبخاصة في مناطق مكتظة بالوجود السوري بما يشكل حماية له بين افرادها.
*- ثالثاً:* امكانية اعتماد الارهابي السوري على وجوده في لبنان قبل وبعد تنفيذ عملياته، منتحلا صفة “النازح” مع ضمان حماية دولية له.
مع ما يحمله ذلك من تقييد الملاحقة الامنية له، اذ بإمكان “الارهاب” التلطي خلف ستار النزوح في مطلق الاحوال.
*- رابعاً:* تحول مساحات ومناطق لبنانية الى ديمغرافيا اجتماعية مصغرة لما هي عليه في سوريا بكل تلاوينها السياسية وتناقضاتها.
ما يسهل عملية انتقال تداعيات الازمة السورية الى لبنان، مع ما يعنيه ذلك من فقدان السيطرة امنيا عليه في اي لحظة.
*- خامساً:* بالرغم ان مَن هم كوسام دلة ليسوا بأعداد كبيرة نسبة لحجم المجتمع السوري النازح في لبنان، الا ان وجود هؤلاء مهما كان تعدادهم يهدد الامن في اي لحظة.
ومن شأن (الارهابي) ان يورط عائلات سورية كبيرة ومنها “عشائر” في عملياته مع “داعش”، نظرا لإلزامية حمايته من قبلها، بغض النظر عن قبولهم بوضعيته او عدمها.
ويخلص المصدر عينه الى اعتبار ان كثافة الحضور السوري، يضاف اليه كثافة الحماية الدولية له كمجتمع لاجئ من الحرب في سوريا، مع تعنت حجب “الداتا” الخاصة به عن الدولة اللبنانية…
يفتح الباب على سيناريوهات “داعشية” خطيرة الى جانب التحضير لدمج الساحتين وتحويل لبنان الى جزء من الحرب الدائرة في سوريا متى استدعى الامر ذلك، وهو خطر داهم بالرغم من ضآلة احتمالاته.