عـبـدالله قـمـح – لـيـبـانـون ديـبـايـت
عقدت في مقر عام القوات الدولية “اليونيفيل” في الناقورة على هامش الإجتماع الثلاثي الدوري بين ممثلين عن الجيش اللبناني وجيش العدو الإسرائيلي، برعاية قائد قوات “اليونيفيل” الجنرال آرولدو لاثارو، منتصف الشهر الجاري…
جولة “مفاوضات غير مباشرة” من أجل الوصول إلى “حلول”، في ما خص مسائل عدة، من بينها ضمّ العدو جزءاً من خراج بلدة الماري اللبنانية.
أو ما عرف سابقاً بالجزء الشمالي من قرية الغجر، وإزالة الخيمة التابعة لـ”حزب الله” داخل مزارع شبعا.
وعلم “ليبانون ديبايت”، أن الإجتماعات تأتي استكمالاً للحراك الذي قام به لاثارو في السابق لمعالجة المسألتين…
ومن ثم تُوَسّع لتضمّ المطلب اللبناني الدائم بإظهار الحدود التي سبق ورُسمت عام 1923 وتم تثبيتها عام 1949.
كما أنها تأتي استكمالاً لجولات التفاوض غير المباشر المماثلة ذات الصلة التي سبق أن جرت خلال عام 2018، وتوقفت نتيجة المماطلة الإسرائيلية.
وفي معلومات “ليبانون ديبايت”، أن الجولة التي حصلت وما يتبعها، تتمّ بعلم من الولايات المتحدة الأميركية وتنال دعمها.
حيث أن الأخيرة في صدد إرسال مبعوثها لشؤون الطاقة إلى لبنان عاموس هوكشتين في المرحلة المقبلة لرعاية المفاوضات غير المباشرة، وإجراء زيارات ونقاشات مع المسؤولين اللبنانيين بغية الوصول إلى ما يسمى “تفاهم بري”، يتخّله إزالة التحفّظات اللبنانية عن أكثر من 13 نقطة.
وكان وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب، قد ذكر مؤخراً في حديث صحفي، أن الأميركين قد اقتنعوا بضرورة أن مبدأ مفاوضات ثلاثية برعاية “اليونفيل” بهدف إظهار الحدود.
وقد فُسِّر ذلك بأنه الإعلان الرسمي الأول من نوعه عن إطلاق المسار.
بالعودة إلى التفاصيل، فقد أكدت معلومات خاصة، حصول الإجتماع بتاريخ 16 آب الجاري في مقرّ عام قوات الطوارئ الدولية، ويُتوقّع أن تتمّ الدعوة إلى اجتماع آخر خلال الشهر المقبل، كما يُتوقّع أن يحصل ذلك بعيد زيارة هوكشتين، أو خلالها.
مع ذلك، لا يبدو أن العدو الإسرائيلي مرتاح إلى الأجواء التي سادت الإجتماع الأول، بدليل الحركة التي أجرتها السفيرة الأميركية المنتهية ولايتها في بيروت دورثي شيا تجاه وزارة الخارجية ومعنيين آخرين.
وبدا الجانب اللبناني متمكناً من الملفات التي طرحها خلال الإجتماع، وناقش من منطلق قوة، من دون ان يكون هناك أي اتصال أو تواصل مباشر.
المهم في ما جرى، غير تشبّث اللبنانيين بمواقفهم، الطابع السرّي للجلسة، إذ لم يوافق اللبنانيون على القبول بإعداد أي تقرير رسمي حول ما جرى التداول فيه لرفعه إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، أو تدوين ملاحظات.
من جهة أخرى، يتبيّن أن العدو يحاول ربط الملفات ببعضها، مستغلاً تزامن الحراك “الحدودي” مع النقاشات الجارية حول صيغة التمديد عاماً إضافياً لقوات الطوارئ الدولية “اليونيفيل” العاملة في لبنان.