يسود الهدوء التامّ مخيم عين الحلوة ولا سيما محاور القتال بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي لا زال ساري المفعول.
وبعد مرور أكثر من خمسة عشر ساعة على سريان مفعول الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ عند السادسة من عصر يوم أمس، يشهد الوضع الأمني في المخيم هدوءا تخلّله قرابة منتصف الليل اطلاق بضع رشقات رشاشه وإلقاء قنبلة عند الفجر ليعود الهدوء ويعم أرجاء المخيّم.
هذا الهدوء سيطر على ساعات ما بعد ظهر أمس، باستثناء بعض الرشقات التي سمعت أثناء تشييع عدد من الضحايا الذين سقطوا في الاشتباكات الأخيرة في جبانة سيروب.
وذكرت مصادر طبية في المطقة أن حصيلة قتلى معارك مخيم عين الحلوة الأخيرة منذ اندلاعها بلغت 17 قتيلًا وجرح أكثر من 150 شخصًا.
الوضع الأمني الهادئ أراح عاصمة الجنوب صيدا، حيث أرخى بظلاله على الأهالي الذين تنفّسوا الصعداء وهم التواقون لعودة الحياة اليهم والى واسواقهم واداراتهم المتوقفة عن العمل منذ خمسة ايام، والتي تأثرت بشكل كبير بعدما اصاب الرصاص والقذائف استقرار المدينة وأمنها واقتصادها ومعيشة ابنائها.
تداعيات الأحداث الخطيرة في مخيم عين الحلوة. يبحثها اليوم الجمعة أمين عام التنظيم الشعبي الناصري النائب اسامة سعد في لقاء يعقد في منزله عند 10:30 صباحًا، بحضور نواب ومرجعيات دينية، وفعاليات سياسية واقتصادية واجتماعية.
في غضون ذلك، التقى وفد من حركة “حماس” تحالف القوى الفلسطينية في لبنان، وأكد الجميع إدانة الاشتباكات في مخيم عين الحلوة التي تستهدف ابناء الشعبين الفلسطيني واللبناني.
ودعت الحركة والتحالف كافة الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية الى تحمّل مسؤولياتها في وأْد الفتنة وإفشال مشروع التدمير والتهجير والتوطين، مؤكدة التنسيق والتعاون التام مع الدولة اللبنانية وأجهزتها الأمنية والقضائية والعسكرية لوقف حمام الدم ومحاسبة المتورطين.
وتبقى العبرة ليس في تنفيذ وتثبيت أولى خطوات الإتفاق، بل في تنفيذ البنود الأخرى التي وردت في كل الاتفاقات، وهي إخلاء مدارس “الأونروا”، من المسلّحين وفي كيفية التعامل مع قضية قتلة اللواء أبو أشرف العرموشي.