أكد نائب “الجماعة الإسلامية” النائب الدكتور عماد الحوت، أن “الحوار هو ضرورة بشرية، لا سيما في بلد يحتضن كل هذا التنوّع الموجود في لبنان”، معلناً أنه “ليس من الممكن أخذ موقف سلبي بالمطلق من الحوار، لكننا بحاجة الى أن يكون الحوار مضبوطا ومنتجا، وأن يراعي الأسس الدستورية، من هذا المنطلق، قلنا انه لا مانع لدينا بجلسة حوار، شرط أن تكون محصورة فقط بموضوع رئاسة الجمهورية ولمدة قصيرة، لا أن تأخذ الكثير من الوقت، على أن يسبقها تعهّد مسبق أننا ذاهبون، ومهما كانت نتيجة الحوار، إلى جلسة انتخاب وبدورات متعدّدة ومتلاحقة حتى إنجاز العملية الانتخابية، وفي هذه الحالة يكون الحوار منتجاً”.
وعما إذا كان الحوار يستلزم كل هذا الوقت، رأى الحوت في حديثٍ لـ “الديار”، أن “الحوار لا ينتج رئيساً، والجميع يدرك ذلك، فمنذ عام نعيش من دون رئيس ونتواصل مع بعضنا بعضا، ولم يتم التوافق على رئيس، فالحوار في الحقيقة هو عملية إخراج، كي يتمكن الأفرقاء السياسيون الذين بالغوا في مواقفهم التصعيدية، من النزول عن الشجرة بشكل لائق ونذهب لانتخاب الرئيس، كون الجميع بات مدركاً أن الأزمة الاقتصادية والمعيشية وواقع مؤسسات الدولة وصل إلى حدّ كبير من الترهّل، والبلد بأجمعه أصبح في خطر، فبات من المتوجّب الانتهاء من هذه الأزمة، لذا، من الضروري إيجاد إخراج لائق، ومن المؤكد أن الحوار لن يتمكن من الوصول إلى انتخاب الرئيس، ولو كان الحوار على كل الأمور، وهذا أمر رفضناه قبل انتخاب الرئيس، كان من الممكن الوصول إلى تفاهمات معينة”.
ورداً على سؤال، قال الحوت: “عندما يكون لدي الخيار بين 7 أو 8 أسماء تتشتّت الأصوات، ولكن إذا ذهبنا إلى جلسة واحدة بدورات متلاحقة، فالانتخاب ساعتئذٍ يحتاج إلى 65 صوتاً، وعدد المرشحين يتراجع، فالجلسة الأولى التي تتطلب 85 صوتاً من الممكن أن يكون فيها 6 أو 7 أسماء رئاسية، ولكن هناك اسمين حصلا على النسبة الكبرى من الأصوات، ففي الدورة الثانية حكماً أضحى من سينتخب ويريد إنجاز العملية الانتخابية، امام اختيار أي من الاسمين، وبالتالي ستضيق الخيارات وسيحصل أحد المرشحَين على أكثر من 65 صوتاً، والجميع سيقوم بتهنئته ونعتبره رئيس الجمهورية، ونحاول التعاون معه لمصلحة البلد.
وحول ما إذا كانوا سيقترعون باسم هذه المرة، قال الحوت: “منذ فترة لدينا خيارنا وتشاورنا في هذا الموضوع، وهذا الخيار قابل للنقاش، ولكن لدينا مرشحنا، المرحلة الماضية للأسف كانت مرحلة حرق أسماء، وإذا وضعت أحد هذه الأسماء، تصبح وكأنك تساهم في تشتيت أذهان الناس بمجموعة أسماء كثيرة وتحرق الاسم، الآن نحن لن نعلن عن اسمنا إلا في حال شعرنا أن الجلسة أصبحت جدية وأننا ذاهبون فعلاً إلى جلسة انتخاب، أتوقع أنه لن يفوز أحد في الدورة الأولى، إلاّ في حال حصول اتفاق جامع على اسم معين، وهذا لا أشعر أنه قريب، في الدورة الثانية أضحت القصة بحاجة إلى حسم، وبالتالي نحن سنصوت باسم وليس بشعار أو بورقة بيضاء”.