الـكـاتـب عـلاء الـخـوري
ينطلق الاعتقاد من جملة معطيات أبرزها استعجال القطري العودة الى لبنان عبر موفده أبو فهد جاسم آل ثاني وعرض لائحة جديدة من الاسماء تردد انها تضم ثلاثة وهما الى قائد الجيش العماد جوزاف عون، المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري والنائب المستقل نعمة افرام.
وسط توقعات بأن يكون أحد الاسماء نقطة التقاء بين الاطراف تتوج بانتخابه رئيسا للجمهورية.
ولكن بورصة المرشحين تخضع لتغيرات مستمرة تبعا لمطالب القوى السياسية.
غير أن ما تشير اليه مصادر مطلعة، يؤكد أن المبادرة القطرية قد تلتحق بسابقتها الفرنسية في حال لم تُراعي اللجنة الخماسية مطلب الثنائي الشيعي المصر على مرشحه سليمان فرنجية…
الا اذا اعلن الرجل انسحابه لصالح مرشح يمكن أن يحظى بتأييد حزب الله حركة أمل والتيار الوطني الحر، عندها يمكن القول ان الملف الرئاسي خرج من دائرة الجمود نحو بداية حلحلة يقودها حزب الله والرئيس نبيه بري.
وربما يأتي تشدد الثنائي وتمسكه بفرنجية أمام الموفد القطري للقول إن مقاربة الحزب للملف الرئاسي اللبناني كجزء من الأزمة اللبنانية لا تتطابق معاييرها اليوم مع تلك التي كانت سائدة عام 2008…
حين استقلت القوى السياسية الطائرة القطرية وحطت في الدوحة لتوقيع الاتفاق وتقاسم حصصه فيما بينها.
ففي هذه المرحلة يُقارب الحزب، بحسب مصادر مقربة منه، الاستحقاقات اللبنانية بمقدار حجمه على الساحة الاقليمية والدولية، وهو لن يتنازل عن مطالبه الاستراتيجية لقاء بعض الفتات المقدم من الدول الراعية للبنان…
طالما انه قادر على مواجهة الازمة على المستوى التنظيمي ويساعده في ذلك الانفراج الايراني الاميركي الذي ينعكس ايجابا على ميزانيته ويجعله أكثر تشددا في مطلبه الرئاسي ويعطيه مساحات أوسع لفرض برنامج واضح يراعي حكما دور المقاومة في الداخل.
ورغم التكتم الذي يرافق جولة الموفد القطري، الا أن التسريبات تشير الى أن الرجل سمع مواقف حاسمة من قبل الحزب حول مواصفات الرئيس والتي يجدها في سليمان فرنجية وينتظر ما يعادلها في شخصية أُخرى في حال استمر رفض القوى المعارضة لفرنجية وبقى البوانتاج على 51 صوتا.
هنا تشير المصادر الى أن الحزب يبدي استعداده الفوري للتنازل عن فرنجية بعد موافقة الاخير وهو أمر مهم بالنسبة للحزب باعتبار أنه يرد الجميل لرئيس المردة الذي وقف مع الثنائي أكثر من مرة وكان صادقا في تعامله معه.
وهذا الامر تقدّره حارة حريك وتحديدا الامين العام السيد حسن نصرالله الذي سيلتقي في وقت لاحق ليس ببعيد فرنجية ليتناول معه آفاق الاستحقاق الرئاسي وكيفية الخروج منه وفق ما يرى الطرفان ويخدم سياسة المحور على مستوى المنطقة ويُراعي أيضا خصوصية الحلفاء.
تحت هذا السقف يتحدث الحزب مع الموفدين، فهو بحسب مصادره لن يفرط بكل “الانجازات” التي حققها على مستوى المنطقة من الحرب في سورية الى تثبيت الواقع الحدودي في لبنان…
وصولا الى اليمن حيث فاز انصار الله بالاعتراف السعودي بهم ومفاوضتهم في الرياض لوقف الحرب في اليمن والبدء بورشة الاعمار.
كل هذه الوقائع لم تكن موجودة في العام 2008 وبالتالي ظروف التعاطي مع الحزب اليوم مختلفة وتُراعي حكما كل ما يحصل.
وهو لن يتنازل عن مرشحه لقاء “حفنة من الدولارات” بل بكسب جملة أهداف حددها.
أولها الانفتاح الخليجي على لبنان على المستويات كافة اضافة الى فتح صفحة جديدة مع السعودية على غرار ما يحصل بين انصار الله والمملكة.
وهذا الامر بحسب المصادر ليس ببعيد في حال وصلت المفاوضات بين الرياض وطهران الى مستوى متقدم من تبادل المصالح.
كذلك يريد الحزب ضمانات مستقبلية لسلاحه في حال كان التوجه نحو صفر مشاكل في المنطقة واعطاء الاولوية للاقتصاد والنفط.
كل هذه الاعتبارات ينطلق منها الحزب في حديثه عن الملف الرئاسي وهو سيختار التوقيت المناسب للاعلان عن الصدمة الايجابية التي يمكن أن تكون بداية فكفكة عقد الاستحقاق الرئاسي والذهاب نحو جلسة لانتخاب مرشح يحظى بتوافق غالبية الكتل.