لينا فخر الدين – الأخبار
يُعلن خلال اليومين المقبلين عن اللائحة التي توافق عليها تيار المستقبل مع مفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف دريان لخوْض انتخابات «المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى». لائحة ضعيفة يُتوقع أن يطاولها الخرق مع حملة تشطيب عشوائيّة سيخوضها رجال الدين
قبل أسبوع من انتخابات «المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى»، الأحد المقبل، يفترض الإعلان خلال اليومين المقبلين عن أسماء المرشحين على «اللائحة التوافقيّة» بين تيّار المستقبل بجناحيْه، ومفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف دريان، بعدما انضم إليهما النائب فؤاد مخزومي الذي تراجع عن تشكيل لائحة مقابل ضمّ مرشحه حسن كشلي إلى اللائحة.
ولم يكن قبول دريان بكشلي ضمن التوقّعات، بعد تحذيرات دار الفتوى لـ«المستقبل» من «مؤامرات الفؤادين» (الرئيس فؤاد السنيورة ومخزومي)، إلا أنّ وعد رئيس «حزب الحوار الوطني» بتسييل الدعم المالي للدار، قلب الحسابات على ما يبدو.
ورغم إصرار المعنيين على إعلان «لائحة الوحدة والنهوض» في «قاعة المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد» في مسجد الإمام علي في الطريق الجديدة للإيحاء بأنّها «لائحة حياديّة»، إلا أنّ الواقع مُغاير. فعلياً، إذ فرض دريان بعدما تحوّل إلى اللاعب الأقوى، اللائحة التي يُريدها أن تكون جزءاً من مجلسٍ لا يعصيه. وهو ما تأكّد من المعايير المتّبعة من قبل «عائشة بكّار» بإقصاء كل عضو مرشّح لم يُشارك في جلسة التمديد للمفتي.
دريان يفرض 7 مقابل زرّاد
هذا ما «لم يبلعه» تيّار المستقبل، لكن لم يكن أمامه خيار إلا البقاء على السّاحة بلائحةٍ لا يمون عليها، أو الانسحاب من الانتخابات. اختار «الحريريون» السيّئ على الأسوأ ورضخوا للائحة التي سمّى منها دريان 7 أعضاء، هم: محافظ جبل لبنان القاضي محمّد مكاوي، القاضي المدني المتقاعد محمّد طلال بيضون، القاضي الشرعي الشيخ وائل شبارو، عضو «اتحاد جمعيات العائلات البيروتية» عبدالله شاهين، مرشح «الجماعة الإسلامية» عبد الحميد التقي، ورئيس «جمعية الفتوة» الشيخ زياد الصاحب، مُقابل احتفاظ «المستقبل» والرئيس نجيب ميقاتي بالمستشار الديني للسراي الحكومي الشيخ فؤاد زرّاد. والأخير حاول دريان جاهداً إبعاده لوقوفه ضد التمديد، إضافة إلى تاريخٍه الطويل من المُعارضة داخل «المجلس الشرعي».
وإذا كان دريان تفاوض «على رأس» زرّاد للحصول على «ربحٍ صافٍ» من لائحة شبه كاملة، اعتبر «المستقبل» في المقابل بعض مرشحي «عائشة بكّار» كمكاوي وشبارو مكسباً له. لكنّ مقرّبين من «المستقبل» يخشون من أن المفتي ورئيس المحاكم الشرعيّة السنيّة الشيخ محمّد عساف سيوزعان لائحة مغايرة لا يكون زرّاد وبيضون، على الأقل، بعد أن وصل إلى «عائشة بكّار» أنّ بيضون تواصل مع بعض المشايخ لمساعدتهم في الطعن بقرار التمديد، وهو ما نفاه لاحقاً.
إذاً، الأغلب أنّ الالتزام بـ«اللائحة التوافقية» مفقود، خصوصاً أن متابعين يؤكدون أن اتصالات من قبل محسوبين على عسّاف لتأمين الأصوات لصالح القاضي الشرعي الشيخ وسيم فلاح الذي أصرّ «المستقبل» على رفض اسمه على اللائحة. وهي ليست السابقة الأولى في «تنقيح» اللوائح، إذ سبق لعسّاف مثلاً في الانتخابات الماضية أن التزم باللائحة المُتفق عليها، ولكنّه عاد وجيّر أصوات المقرّبين منه لزرّاد من تحت الطاولة.
لذلك، يُرجّح كثيرون أن يعيد عسّاف السيناريو، ولكن هذه المرّة بدعم فلاح وقريبه ممثل «جمعيّة الإرشاد والإصلاح» وسيم مغربل الذي أصرّ دريان على عدم ضمّه إلى اللائحة لتغيّبه عن جلسة التمديد، وإفشائه سر الجلسة التي كانت تَحوك التمديد في مكتب رئيس «جمعيّة المقاصد الخيريّة الإسلامية» فيصل سنو.
لم يستجب دريان لكل المطالب بضمّ مغربل إلى اللائحة كوْنه يحظى بكتلة وازنة ضمن الهيئة الناخبة، حتّى بات البعض يشير إلى أن عزم دار الفتوى على التمسّك بمرشّحين يتمتّعون بقوّة تجييرية لا تتعدى الـ5 أصوات على حساب آخرين يملكون أضعافها، هدفه إلحاق الهزيمة باللائحة المدعومة من «المستقبل» بهدف كسره.
*حملة تشطيب*
مع ذلك، يبذل «الزرق» مجهوداً مُضاعفاً لضمان نجاح اللائحة، ولا سيّما المرشحون القريبون منهم مع علمهم أنّ فوز المرشحين الـ8 أمر صعب، بسبب ضعف اللائحة التي تقوم أصلاً على كتفَي مكاوي الذي يملك حيثيّة ضمن الهيئة الناخبة المدنيّة، وزرّاد الذي يلقى دعماً من علماء الدين.
*مرشّح مخزومي أوّل «ضحايا الخرق»*
كما لن يتمكّن «المستقبل» من مجابهة حملة التشطيب العشوائيّة ليكون احتمال الخرق بين واحدٍ و3، خصوصاً أنّ التشطيب لن يكون منظّماً من قبل بلوك واحد حول أسماء محدّدة، لغياب التنسيق بين خصوم اللائحة، وعلى رأسهم بلوك رجال الدين. في حين سيكون مرشّح مخزومي، حسن كشلي، أول الضحايا باعتبار أن «استنفار الحريريين» لن يشمله، وهم الذين لم يقتنعوا بترشيحه أصلاً بالإضافة إلى عدم امتلاكه ثقلاً داخل الهيئة الناخبة.
وفي حال توحّد المشايخ حول اسمٍ لتصفية حساباتهم مع دريان بسبب جلسة التمديد «سيطير» شبارو أو شاهين أو الصاحب أو حتّى اثنان منهم، فيما لن يكون بيضون من ضمنهم، بعدما كسب تعاطف رجال الدين لتواصله معهم بهدف الطعن في التمديد.
«الخارقون» المحتملون
أمّا المرشحون الأوفر حظاً لخرق اللائحة، فهم: مغربل لكوْنه يحظى بـ«بلوك» في الهيئة الناخبة مع احتمال نيْله دعماً من تحت الطاولة من بعض القوى المشاركة في اللائحة التوافقية. وقد ينضم إليه القاضي الشرعي الشيخ عبد العزيز الشافعي الذي يُعد من بين أجرأ القضاة في بيروت وأكثرهم مناهضةً لأداء دريان وعسّاف، بالإضافة إلى استقلاليّته عن القوى السياسيّة. كما يحظى رئيس «جمعيّة متخرّجي المقاصد الإسلامية في بيروت» مازن شربجي بتعاطفٍ من علماء الدين بعد أن خاض معركةً في وجه فيصل سنو لإزالته آية قرآنيّة عن شعار مدارس «المقاصد».
من جهة ثانية، يعتقد متابعون أنّ حملة التشطيب الواسعة التي ستطاول اللائحة التوافقيّة يُمكن تنظيمها في الأسبوع الأخير ليزداد الخرق ويصل إلى 5، خصوصاً مع عدم التزام أي طرف من القوى المتحالفة باللائحة، بل يعمد كل منهم إلى تشكيل لائحة خاصة به!
138 ناخباً في بيروت
تتألف الهيئة الناخبة في بيروت، التي ستنتخب الأحد 8 أعضاء لـ«المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى»، من 138 ناخباً، من ضمنهم صوت مفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف دريان. وتنقسم الهيئة إلى 74 مدنياً (رؤساء الحكومات المتعاقبون، النواب والوزراء الحاليون، المديرون العامون، القضاة المدنيون، رئيس وأعضاء المجلس البلدي، وأعضاء المجلس الشرعي الحاليون والمجلس الإداري لأوقاف بيروت من المدنيين)، مقابل 64 شرعياً (أمين الفتوى ومدرّسو الفتوى وشيوخ القراء، قضاة الشرع، الأئمة المنفردون، المدير العام للأوقاف والأمين العام للمجلس الشرعي والأعضاء الحاليون في المجلس من المشايخ).
ويقضي العرف بأن يُعيّن مفتي الجمهورية، بعد إعلان النتائج، عضوَين من بيروت، أحدهما هو رئيس المحاكم الشرعية السنية.
—
تزكية في صيدا وشبعا
تتواصل الاتصالات بين متابعي انتخابات «المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى» في المناطق، لسحب بعض المرشحين بهدف إعلان فوز المرشحين الأقوى من دون معركة.
ونجحت هذه الاتصالات أمس في إعلان فوز رجل الأعمال نزيه حمد في شبعا بالتزكية بعدما انسحب جميع المرشحين. وسينضمّ حمد إلى زملائه في صيدا: عبد الحليم الزين وموفق الرواس وفايز البعاصيري، الذين فازوا بالتزكية إثر إعادة إحياء الاتفاق السابق، والذي يشمل النائب عبد الرحمن البزري مع النائبة السابقة بهيّة الحريري و«الجماعة الإسلامية».