صـحـيـفـة الـديـار
لبنان في انتظار مسار التطبيع السعودي- «الاسرائيلي»، وحتى ذلك الحين لن يحصل اي تقدم جدي لا في السياسة ولا في الاقتصاد.
وتبقى الخشية الوحيدة من تقدم الملف الامني الى الواجهة، باعتباره الوحيد القادر على فصل الساحة اللبنانية عن مسار التطورات الاقليمية والدولية التي وضعت لبنان في «ثلاجة» الانتظار.
كلام سمعه بعض من التقوا مسؤولين فرنسيين في الآونة الاخيرة، حيث فهموا شبه استسلام فرنسي للواقع الراهن، بعد ان تم اخراج باريس عن «سكة» التسوية اللبنانية، وعادت الامور الى «نقطة الصفر».
بعد ان تبين ان كل ما يحصل مضيعة للوقت بعد ان قررت واشنطن العودة مجددا الى المنطقة، لاحتواء التغلغل الصيني المستجد.
ولفتت تلك الاوساط، الى انه بعدما بدأت الولايات المتحدة انسحابها من الشرق الأوسط، للتفرّغ لمواجهة تعاظم قوّة ونفوذ بكين…
دخلت الصين لملء الفراغ، فعادت الولايات المتحدة إلى المنطقة لصد التمدد الصيني فيها.
وباختصار خرجت الولايات المتحدة بسبب الصين، وعادت بسبب الصين. وما نشهده من حراك أميركي محموم لإتمام صفقة مع السعودية، يأتي بدافع كبح التقارب الصيني مع دول المنطقة.
وما لا يقال علنا حول موقع لبنان من «الطبخة» الراهنة، عبّرت عنه صراحة صحيفة «هارتس الاسرائيلية» التي اشارت الى ان هناك ألف سبب للشك في دوافع التطبيع الذي يطبخ بين السعودية و»إسرائيل».
وقالت «لا يوجد حب حقيقي، لكن من الواضح للجميع أن الأميركيين يبذلون جهوداً كبيرة لمنع تعميق التحالف الصيني – العربي.
وهو التحالف الذي أوجد محوراً استراتيجياً بين الصين وباكستان وإيران وسوريا وصولا الى لبنان». وهو امر لن تسمح به الولايات المتحدة؟