آمال خليل – الأخبار
بخلاف ما وعد، مدّد المشرف على الساحة اللبنانية في فتح عزام الأحمد زيارته لرام الله لتقييم نتائج الاشتباكين اللذين خاضتهما الحركة بوجه الإسلاميين بين نهاية تموز وبداية أيلول. عندما قطع مهمته في بيروت لترتيب البيت الداخلي، قال إنه «سيغيب ليومين في عمان مع السفير الفلسطيني أشرف دبور، للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في طريق عودته من الأمم المتحدة في نيويورك». ووعد عدداً من القيادات الفلسطينية واللبنانية بلقائها بعد عودته قريباً. لكنّ الأحمد بدل العودة إلى بيروت انتقل إلى رام الله. وهو، وفق مصادر متابعة، حضر اجتماعات تقييم لكبار قادة السلطة وفتح. وبنتيجتها، تبلّغ من «أبو مازن» رسالة تطلب من فتحاويي لبنان أن «يستكينوا في الفترة المقبلة ويهدّئوا من روعهم ومطالبهم بالثأر والانتقام». والسبب: «لقد فشلتم». هكذا خلص عباس وسلطته.
على صعيد متصل، طلبت قيادة فتح من ياسر حمزة، أحد أبرز المسؤولين عن إعداد وتسليح قوات الأمن الوطني الفلسطيني، مغادرة منطقة صيدا تنظيمياً وجغرافياً بسبب وجود خطر أمني عليه. علماً أن حمزة المقيم في صيدا هو شقيق منذر حمزة، رئيس الفرع المالي في فتح وأحد أبرز المحسوبين على رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج.
تصاعد دخان هزيمة فتح – عين الحلوة من رام الله انعكس تسارعاً في تطبيق بنود وقف إطلاق النار الذي أنهى الاشتباك الثاني بين فتح والإسلاميين بداية الشهر الجاري. ويحبس أهالي عين الحلوة أنفاسهم منذ ليل أمس وحتى انتشار القوة الأمنية المشتركة بعد صلاة الجمعة اليوم في «مجمع المدارس»، إذ وصلت هيئة العمل الفلسطيني المشترك إلى البند الفاصل من بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي يقضي بانسحاب مسلحي الطرفين من المجمع التابع للأونروا الذي يتحصّنون فيه منذ انتهاء اشتباكهم الأول بداية آب الماضي. ويقضي الاتفاق بأن ينتشر عناصر من القوة الأمنية في أبنية المدارس قبل أن يتجمّع مسلحو الطرفين في مساحة محددة فاصلة بينهم. وعندها، يتولى عناصر القوة المفروزون من القوى الإسلامية وحركة حماس الإشراف على انسحاب المسلحين الإسلاميين إلى معاقلهم في حي الطوارئ المجاور. وفي المقابل، يشرف عناصر فتحاويون على مقاتلي قوات الأمن الوطني الفلسطيني وهم ينسحبون إلى معقلهم في حي البراكسات المجاور.
*شكوك حول قدرة الأونروا على البدء في عملية ترميم المدارس*
وينص اتفاق إخلاء المدارس على أن تتمركز القوة الأمنية داخلها ليومين قبل أن ترسل وكالة الأونروا وفداً أمنياً يجري مسحاً للمباني ويتأكّد من سلامتها. وبعد إنجاز مهمته، تتسلّمها الوكالة وتشرع في عملية ترميم للمدارس المتضررة. فيما من المقرر أن تطلق الوكالة العام الدراسي في المدارس الأقل ضرراً بانتظار إنجاز الترميم في تلك المتضررة. لكنّ هذا يستوجب فرض دوامين للدراسة لاستيعاب جميع الطلاب. وأفيد بوجود شكوك حول قدرة الأونروا على البدء بالترميم في الأساس، إذ أعلنت في بيانات عدة عن فشلها في جمع التبرعات من المانحين لتأمين أكثر من 15 مليون دولار لترميم المدارس داخل المخيم.