كتبت النهار
تعكس حملة الشتائم المقذعة التي يشنّها وزير ما يسمّى شؤون المهجرين (وأين باتت التسمية أمام النازحين واللاجئين) ضد زميله وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال على خلفية ملف النازحين السوريين، عيّنة مصغرة ولكن معبرة جداً عن مآل تفتت حلفاء النظام السوري في لبنان أمام عصف “تسونامي” ديموغرافي أغرقهم سياسياً وأخلاقياً ووطنياً قبل أن يغرق لبنان بأسره في أخطاره المرعبة. فالأمر قد يكتسب قدراً ساحقاً من السخرية إذا قورن بالأيام الخوالي حين كان تكتل ميشال عون النيابي يضم شريحة واسعة مع تياره ومن بينهم قادة الفريق الارسلاني والمردة والطاشناق وكان الزعيم العوني بتحالفه الاستراتيجي “الواعد” آنذاك مع “حزب الله” أشبه بالوعد الذهبي لكل حلفاء إيران والنظام السوري بأن إحكام السيطرة على لبنان ونظامه قد حان قطافه من خلال تبوّء الحليف المسيحي الأقوى سدة الرئاسة الأولى. لا موجب لأن نعلك الوقائع المعروفة مجدداً حيال الإخفاق التاريخي الأكبر والأشد “فجاعة” لما وُصف بأنه “أقوى” العهود والرؤساء، إذ إن هذه المقاربة تستهدف فقط إظهار “عدالة” حيال منظومة حلفاء النظام السوري تحديداً الذين يظنون في أنفسهم “الظرف” وما انفكوا يتعاملون مع كارثة إحراق لبنان وتدميره وإغراقه بمكابرة التعنت والرعونة واللسان الخشبي.
والحال أن تفكك معسكر ما كان يُسمّى 8 آذار لمصلحة التسيّد المطلق للثنائي الشيعي منذ بدء أزمة الفراغ الرئاسي هو آخر ما يعني اللبنانيين أمام أفضال هذا التحالف نفسه، وأكثر من أي عامل آخر خارجي أو داخلي، في ترك كارثة النزوح تتعملق وتتعاظم الى حدود تهديد الديموغرافيا والهوية والأمن والاستقرار وبقايا الصمود الاقتصادي في لبنان.