كتبت النهار
لم تتخذ الجهات الرسمية أي إجراءات لوجستية احتياطية بعد في حال اندلاع مواجهات عسكرية مفتوحة بين إسرائيل و”حزب الله” على أرض الجنوب إذا أقدمت تل أبيب على توسيع مساحات اعتداءاتها على مناطق لبنانية أخرى، الأمر الذي سيدفع بأعداد كبيرة من الجنوبيين الى مغادرة بلداتهم فضلاً عن الضاحية الجنوبية، على غرار ما حصل في تموز 2006 لأنها ستكون أول الأهداف الاسرائيلية.
وتحسباً لاحتمال حصول هذه الوقائع وتدفق النازحين نحو بيروت ومناطق أخرى في جبل لبنان والشمال، لم تُتخذ أي إجراءات ولو من باب الاحتياط على مستوى المؤسسات الحكومية المعنية.
وفي مشهد لا يدعو الى الاطمئنان نزح أكثر من ألف شخص من بلدات في قضاء صور متاخمة للحدود الإسرائيلية وتجمّعوا مع عائلاتهم في مدارس عدة في المدينة. ولم يتلقّ رؤساء بلديات تلك البلدات التي نزح أهلها “سوى العواطف” على قول مسؤول رسمي لـ”النهار”. وعقد اتحاد بلديات صور اجتماعاً ناقش فيه توفير الحماية لمراكز النزوح في صور من دون تقديم أي مساعدات إغاثية. وصدرت توجيهات للمستشفيات والمراكز الصحية في الجنوب بضرورة تزويدها بالمواد الطبية وضرورة وجود أعداد كبيرة من الأطباء والممرضين. ومن دون إعلان رسمي وُضعت الأجهزة التابعة للهيئة الصحية الإسلامية وكشافة الرسالة الإسلامية في حالة استنفار.
من جهة أخرى ثمة عائلات من البلدات الحدودية توجهت الى منازل أقرباء لها في صور وبيروت تحسباً من احتجازها. ويقول مسؤول في مجلس الجنوب إن المؤسسة “لا تملك حتى الآن قرشاً واحداً لمساعدة أي من النازحين في صور أو أي مناطق أخرى مع التذكير بأن عائلات عدة تضررت منازلها في بلدتي الظهيرة ويارين وغيرهما لم تُرصد أي أموال لهم بعد بغية ترميم المنازل التي تضررت بفعل النيران الإسرائيلية”.
وفي معلومات لـ”النهار” جرى اتصال في خصوص التحسّب لاستقبال النازحين في حالة تمدّد رقعة الحرب الى أرض الجنوب بين الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي واتفقا على اتخاذ جملة من الاحتياطات. كذلك بُحث هذا الموضوع بين الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير ورئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر.
ولم تُتخذ بعد أي إجراءات لتأمين نفقات مالية لإيواء النازحين في حال تدفقهم الى بيروت على غرار ما حصل في تموز 2006. ومن المتوقع بحسب جهات مواكبة للتطورات العسكرية في غزة ومع اشتداد الهجوم الاسرائيلي أن يسارع المعنيون في لبنان الى وضع خطة طوارئ في أسرع وقت رغم الأوضاع المالية الصعبة التي تعيشها المؤسسات الرسمية.
من جهة أخرى لا صحة للكلام عن أن أعداد المغادرين من مطار رفيق الحريري ارتفعت في الأيام الأخيرة منذ بدء المواجهات في الأراضي الفلسطينية. ويقول المسؤولون في المطار إن الأرقام لا تظهر إلا زيادة طفيفة في رحلات المسافرين ولا علاقة لهذا الأمر بالتطورات الأمنية الأخيرة.