صحيفة الأخبار
على وقع الميدان المتوتّر جنوباً على الحدود مع فلسطين المحتلة، تواصلت تحذيرات سفارات غربية وعربية لرعاياها بوجوب مغادرة لبنان. وانتقل بعضها من مرحلة تأمين خروج مواطنيها إلى استكمال خطط إجلاء طواقمها الدبلوماسية أو ما تبقّى منها. فبعدما خفّضت بعض الدول من حجم بعثاتها الدبلوماسية في الأيام الأولى بعد عملية «طوفان الأقصى»، بدأ الحديث عن نقل أعداد إضافية، وربما إخلاء السفارات بالكامل.
وفي السياق، أشارت معلومات أمس إلى أن طائرة تابعة لسلاح الجو السعودي بدأت إجلاء موظفين ودبلوماسيين عبر مطار رفيق الحريري الدولي، فيما ذكرت مصادر مطّلعة «أن السفارة الفرنسية تواصل إجراءاتها لإخراج مواطنيها، وتطلب ممن بقيَ منهم تحضير أغراضهم وأوراقهم لنقلها الى مقر السفارة وبعض المراكز الفرنسية التي تشهد يومياً عمليات نقل لوازم الإجلاء في حال تدهور الأوضاع».
ولفتت المصادر إلى تراجع الحركة الدبلوماسية تجاه المسؤولين اللبنانيين بعدما شهدت الأيام الأولى لـ«طوفان الأقصى» استنفاراً لعدد كبير من السفراء بهدف التهويل على لبنان أو طلب التدخل لدى حزب الله لعدم الانخراط في المعركة. وعزت تجميد هؤلاء تحرّكهم إلى عدم حصولهم على أي إجابات شافية، على عكس السفيرة الأميركية دوروثي شيا التي «لا تزال تواصل لقاءاتها للتأكيد على ضرورة أن تبقى العمليات في الجنوب ضمن ضوابط». وفي هذا الإطار، علمت «الأخبار» أن شيا التي زارت رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون قبل أيام نصحته بعدم اتخاذ موقف اإى جانب حزب الله كما حصل في حرب تموز عام 2006، وطلبت منه التدخل لحثّ الحزب على عدم التورط، «لكنها لم تحصل على جواب شافٍ». كذلك نُقل عن شيا استياؤها من مواقف جهات سياسية أعلنت وقوفها إلى جانب المقاومة في حال شنّت إسرائيل حرباً على لبنان وأعطت توجيهات خفّفت التشنّج الطائفي كما هي حال النائب السابق وليد جنبلاط.
*خطط عربية وغربية لإخلاء الطواقم الدبلوماسية واحتمال إخلاء السفارات*
في غضون ذلك، واصل رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل جولته على القوى السياسية وزار أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، على أن يلتقي اليوم النائب السابق سليمان فرنجية والنائب فيصل كرامي وكتلة نواب الاعتدال الوطني. فيما سيتم التواصل مع القوات اللبنانية ونواب «تجمّع الصيفي» وفق الآليات المعتادة للتنسيق عبر نواب من الطرفين.
مصادر قريبة من التيار الوطني الحر أكّدت أن جو اللقاء مع بري كان «في غاية الإيجابية»، وقد «أبدى استعداداً كبيراً لبلورة موقف وطني في ما يتعلق بالحرب في غزة، وأظهر مرونة كبيرة في كل المواضيع التي طُرحت بما فيها الرئاسة». وأضافت أن بري «قدّر خطوة باسيل ووعد بإجراء الاتصالات اللازمة للتفاهم على بلورة موقف وطني حول حق الشعب الفلسطيني في المقاومة على أرضه». وقالت المصادر إن مبادرة باسيل «خطوة إلى الأمام لخروج كل الأطراف من متاريسها»، مشيرة إلى أن الإيجابية انسحبت أيضاً على اللقاء الذي عُقد بين باسيل وجنبلاط أول من أمس.
في المقابل، قالت مصادر مطّلعة إن باسيل أبدى مرونة في ما يتعلق بموقفه السابق من رفض تعيين رئيس للأركان وإصراره على تولّي الضابط الأعلى رتبة في الجيش اللواء بيار صعب قيادة المؤسسة بعد تقاعد قائد الجيش الحالي جوزف عون مطلع السنة المقبلة، غير أن «القوى السياسية لم تصل بعد إلى اتفاق في هذا الشأن».