نحيا ونموت بربيعنا فرحا”…
حينما كنت أمارس طقسي الصباحي بالأمس فجرا”، بالتقاط صور قريتي الوديعة “عيترون”، لمحت في أفق فلسطين نجمة قبل الشروق.
نجمة لا تشبه مثيلات لها تدلت من سقف السماء.. قرأت في تشاكيل سناء ضؤها “فرح”، مددت يدي أمسح محاياها اللطيف، فلامست وجنة طفل “خديج” من غزة…
دعوتها مع زملائها بعد وجبة تصوير “ريبورتاج” خاص، حيث استهدفت مسيرة الغدر زهرات “ربيع” عيناثا المبكر. الى “تناول لقمة ع الماشي”، فلبت وزميلها بكل فرح دعوتي الى بيت الدكتور الرفيق سمير ايوب، والذي أواسيه أيوبا”.
لا أدري لما كنت حريصا” ومصرا” بتوصيتها ومن معها بالحذر من الوقوف قبالة جحور أكثر وحوش الأرض صهينة وفاشية.
لست نبيا” ولا أدعي، لكني رأيت المشهد قبل حدوثه بيومين اثنين.. قضمت غيضي في صدري لما تنبأ به فؤادي، لمعرفتي وخبرتي بعدو لا حدود لوحشيته وهمجيته.
لا أعلم كم أصابني من خيبة أمام اصرارها بفرح للحاق بكوكبة من العائلة الاعلامية.
دوت الضحكات عالية، حينما انبتها وحدثتها بطريقة قاسية عن عدم رغبتي ب”سعدنة” بعض زملاء لنا أثناء نقل الخبر والصورة، على طول خطوط المواجهة، كأب ناصح وصديق حريص وزميل غيور على تؤدة الحذر في الحركة.
لم يكن هذا اللقاء الأول، لكنه كان ارحب اللقاءات، من حيث متسع الوقت، كي يتسنى لي ان اشبع ألما” مبرحا”، وغصة الفقد العظيم، بعد غياب ال”فرح”.
كان الوداع كما اللقاء سريعا” ضوئيا”، بجنحي فراشة بيضاء، فوق مرج ال”ربيع”، لوحت “فرح” مودعة، فينقبض شيء ما بداخلي، لتلوح بنحيلتها اليمنى وبسمتها الممهورة في خلد سر الفؤاد.
مضت حيث أحبت بكل فرح، لتشبك كفاها بأكف عصام عبدالله وربيع معماري وحسين عقيل.
ثم “مضت تبحث خلف البحر.. عن معنى جديد للحقيقة..”
وداعا” أيها الأشقياء، وداعا” بنيتي فرح، فلنا في القريب العاجل مع الخبر العاجل لقاء…
سليم محمد سيد مدير مكتب الجنوب في شبكة اخبار لبنان المقاوم