《طلقة من جعبة مقاوم》
رأيتهم بأم العين…
وحدهم القابضون على زناد الميدان. لابثون، ثابتون، راسخون، متجذرون في ثنايا الأرض وبين الصخور والأحراش.
عادت بالأمس قوافل النازحين، لتفقد بيوتها وأرزاقها وزيتونها. وها هوذا حارس الحياض والتخوم، يستغل الفرصة والوقت الثمين، لتفقد “سبطانات” عنفوانه، مصحوبا” بدعاء “أهل الثغور”، يعيد استحكاماته لجولة جديدة، ويقيم ما جاء به زرع الأمس من ثمر لغد النصر الحتمي.
تحلقت رجال ونسوة الحارة، وركوة القهوة مع “الخبريات”. والبعض منهمك في إزالة آثاء الاعتداءات الهمجية، وآخرين يستجمعون بعض ثياب وأوان ولوازم، تحسبا” للعودة الى حيث استقر بهم الحال مؤخرا”.
وحدهم بعض من قرروا البقاء صامدون، لا لشيء سوى انهم وجدوا أنفسهم معنيون بشؤون الجبهة، ولو لوجستيا”، يشعرون بزهو وفخر اكبر.
وحدها المواكب الإعلامية وأفراد أطقمها تتسارع الى حشد هنا وجمع هناك، لالتقاط الصور وجمع الاستصراحات. فبعضهم لم يلتقط انفاسه، منذ السابع من “الطوفان”، وآخرون لم يروا عائلاتهم بعد.
وحدهم عوائل الشهداء يصطفون على جانبي “طريق القدس”، يمسكون “صواني” الفخر، ويوزعون الحلوى، على المباركين لأبنائهم الشهداء ولهم، بنيل شرف العزة مع أبطال غزة.
رأيتهم بأم العين جميعا”.. استصرحتهم جميعا”.. تبادلنا معا” أماني وأحلام المرابطين، ومضينا معا” جمعا” وفرادى نحو أقاصي العشق. نحو جنوبي الجنوب.
سليم محمد سيد مدير مكتب الجنوب _شبكة اخبار لبنان المقاوم