كتبت الانباء الكويتيه
تتأرجح البلاد بين انفراج يلي العد التنازلي لهدنة في غزة، وبين ما أثير عن رفض «حزب الله» للورقة الفرنسية لجهة إعادة تموضع مقاتليه جنوب الليطاني، ما يعني عمليا الانسحاب من مناطق مشمولة بالقرار 1701 الذي تم التوصل إليه في حرب يوليو 2006.
خيط رفيع بين الانفراج والذهاب إلى منزلق خطر، وهذا أمر غير جديد في اليوميات اللبنانية، إذ لطالما احتاجت الانفراجات في أوقات الشدة إلى مخاضات عسيرة.
إلا أن الشيء الإيجابي، ووفقا لتجارب سابقة، أن الدخان الرمادي المائل إلى الأبيض، كان يخرج إيذانا بـ«تنفيس» أزمة وإرساء مرحلة من الهدوء.
في أي حال، بدا واضحا ان المجتمع الدولي، وتحديدا عبر الأميركيين والفرنسيين والعرب، يربطون الهدنة على الحدود الجنوبية للبنان بالاستحقاق الرئاسي، وبتشكيل حكومة فاعلة تتولى القيام بإصلاحات اقتصادية مالية.
وفي معلومات لـ«الأنباء»، أن وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه والوسيط الأميركي أموس هوكشتاين يسعيان إلى انتزاع التزام من «الثنائي الشيعي» عبر المفاوض الرسمي باسمه وباسم الدولة اللبنانية رئيس مجلس النواب نبيه بري بإنجاز الاستحقاق الرئاسي مع دخول الهدنة في غزة مراحل التنفيذ.
وبين استفسارات «الحزب» عن تفاصيل تتعلق بالهدنة وترجمتها جنوبا، وتصلبه في إعادة تموضع مقاتليه ومنح «اليونيفيل» حرية حركة أكبر في المنطقة الواقعة بين جسر الخردلي والحدود مع فلسطين المحتلة صعودا إلى مزارع شبعا.. بين هذه الاستفسارات والشق الرئاسي خيط رفيع لا يقطعه «الحزب»، وهو ضمان وصول رئيس إلى قصر بعبدا يركن إليه لجهة حماية ظهر المقاومة، وتولي المفاوضات على الطاولة الخاصة بالمنطقة، والتي تحدث عنها وزير الخارجية الفرنسي.
عند هذا الخيط تضيق الخيارات أمام المرشحين لبلوغ طريق القصر، وتكاد تقتصر على حلقة ضيقة للغاية، ولا تتجاوز الاثنين في أحسن الأحوال!
اثنان يتقاطع عليهما «الحزب» وضمنا «الثنائي» مع الشريك المسيحي المحصور من قبل «الحزب» بـ «التيار الوطني الحر» وعدد من النواب المستقلين. وتدور هنا عملية شد حبال حول تصنيف المرشحين الاثنين المقبولين.
«الثنائي» يحصرهما بشخصيتين معروفتين سبق لهما خوض تجارب أمنية واقتصادية وديبلوماسية عدة، وحققا فيها نجاحا. ويحظى الاثنان المعنيان بقبول تام من الفاتيكان وبكركي والمجتمعين الدولي والعربي.
في حين أن لائحة «التيار» تختلف لجهة إيراد اسم يشغل صاحبه موقعا رسميا في الوقت الحالي، ويجهد رئيس «التيار» النائب جبران باسيل لتسويقه لدى «الحزب».
وفيما المساعي لإنجاز اتفاق في غزة على قدم وساق، يدرس الجانب اللبناني الورقة الفرنسية التي تسلمها خلال الساعات الماضية حول التهدئة على الحدود، بعدما أيقن الجميع أن وقف النار وفصل المسارين بين لبنان وغزة غير قابل للنقاش من قبل «حزب الله».
وفي هذا الإطار، قالت مصادر لـ «الأنباء» ان الرئيس نبيه بري كلف النائب علي حسن خليل أن يتولى مع المسؤول في «حزب الله» حسين الخليل دراسة مشتركة للورقة الفرنسية، وان هناك أجواء إيجابية في النظرة إليها وتلقى قبولا، «لكن التنفيذ بعدما تهدأ المدافع».
والخطة الفرنسية تبقي منطقة مزارع شبعا التي هي موضع نزاع منذ التحرير عام 2000 معلقة، وتهدف إلى تطوير القرار 1701، وإدخال تعديلات على الوضع الميداني القائم حاليا، بما يشبه التفاهم الذي حصل عام 1996 في انتظار الوصول إلى الحل النهائي.
واليوم يطرح ملف النازحين بقوة على طاولة البحث من خلال زيارة الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس ومسؤولة المفوضية الأوروبية اورسولا فون دير لايين.
وستناقش الافكار التي سيطرحها لبنان وقبرص معا في المؤتمر الذي سيعقد في بروكسل نهاية مايو الجاري لبحث موضوع النازحين. ويصر لبنان على رفض اي مساعدات مقابل صرف النظر عن إعادة النازحين، ويتمسك بضرورة تقديم المساعدات لهم على الأرض السورية وليس على الأرض اللبنانية.
وأمس، أثار وزير الاشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حميه في الجلسة الافتتاحية لمنظمة الطيران المدني التي تعقد اجتماعها في الدومينيكان، «التشويش الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي ويستهدف مطار بيروت الدولي مما يعرض الطيران المدني للخطر».
إلى ذلك، أعلنت قيادة الجيش في بيان عن مديرية التوجيه، أنه وعلى أثر إطلاق النار والمظاهر المسلحة أثناء مراسم دفن في بلدة ببنين – عكار الأحد الماضي، تنفيذ وحدات من الجيش تؤازرها دوريات من مديرية المخابرات في البلدة ومنطقة المنية – عكار عمليات دهم لمنازل المتورطين، وأوقفت 10 أشخاص وضبطت أسلحة حربية وكمية من الذخائر.