الانباء الكويتيه
بدءاً من بعد ظهر اليوم الأحد، تتحول الأنظار في الساحة الداخلية اللبنانية بشكل أكبر إلى مقر السفارة البابوية في حريصا بكسروان، والتي يقيم فيها أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين خمسة أيام ضمن زيارته إلى لبنان.
ويحيي بارولين قداسا رعويا غدا في جامعة القديس يوسف بدعوة من منظمة فرسان مالطا ذات السيادة، ويضمنه عظة لابد من التوقف عند مضمونها. فيما يلتقي الثلاثاء كلا من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، كما يشارك في لقاء ديني وطني موسع دعا اليه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في بكركي يليه غداء. وأكد حضور اللقاء مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز د.سامي أبي المنى ورئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ علي قدور. وسيتناول الأوضاع العامة في لبنان وتعزيز العلاقات الإسلامية-المسيحية ودورها الأساسي في نهوض لبنان ومؤسساته.
وفي سياق داخلي أيضا، وتزامنا مع ضخ أجواء إيجابية بشأن الاستحقاق الرئاسي، كشف مرجع حكومي سابق متابع
لـ «الأنباء» عن أنه «يجري التداول في الصالونات السياسية باسم رئيس الحكومة العتيد ليكون جاهزا للتسمية بالتزامن مع انتخاب رئيس للجمهورية، كي لا يقع لبنان في حالة الانتظار كما هي الحال الآن في الملف الرئاسي».
وقال المرجع الحكومي: «إذا حصلت التسوية السياسية بتوافق محلي وعربي ودولي لانتخاب رئيس للجمهورية، فحظوظ الرئيس سعد الحريري ستكون متقدمة لتسميته في الاستشارات النيابية الملزمة لتأليف الحكومة، وسيتقدم اسمه على غيره من الأسماء المطروحة حاليا وهي محصورة بالرئيسين نجيب ميقاتي وتمام سلام، بالإضافة إلى رئيس محكمة العدل الدولية في لاهاي القاضي نواف سلام (الذي يواجه اعتراضا من «حزب الله» ومكونات أخرى، ما يجعل حظوظه صفرا) والنائب فؤاد مخزومي والوزير السابق محمد شقير». وأضاف المرجع: «تشكيل الحكومة سيكون ميسرا بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتسمية رئيس الحكومة، باعتبار أن التسوية ستكون شاملة خلافا لما كان يحصل سابقا في تشكيل الحكومات التي كانت تستمر لأشهر ومنها لسنة أو اكثر». ورأى ان المبادرات والمساعي الداخلية لإنجاز الاستحقاق الرئاسي «لاتزال تراوح مكانها دون تحقيق أي تقدم، وهذا مؤشر لا يبشر بالخير باعتبار ان وحدة اللبنانيين منقوصة نتيجة عدم القناعة لدى البعض بأن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه بدون تمييز أو تفريق».
وتزامنا، نقلت قناة «سكاي نيوز» الأميركية عن مسؤول دفاعي في المكتب الإعلامي في عمليات سلاح البحرية في وزارة الدفاع «الپنتاغون» أن حاملة الطائرات «يو إس إس دوايت دي أيزنهاور» ستغادر البحر الأحمر وتتوجه إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، في مهمة تقضي بدعم أي عمليات عسكرية قد تفرضها التطورات بين لبنان وإسرائيل. ووفقا لمسؤول أميركي، ستنتقل الحاملة «أيزنهاور» والطرادات المرافقة لها إلى البحر الأبيض المتوسط، بينما ستظل المدمرات المرافقة في الأسطول الخامس الأميركي.
في هذا الوقت تبقى التهديدات الإسرائيلية بشن حرب على لبنان موضع اهتمام وتساؤلات دولية. وتطرح أسئلة: هل هي حقيقية؟ أم ابتزاز إسرائيلي لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عشية الانتخابات الرئاسية الأميركية؟
وقد أثارت التصريحات الإسرائيلية ردات فعل على مستوى دول القرار في العالم والأمم المتحدة. ولفت الاهتمام الموقف الصادر عن الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غويتريتش، إذ حذر من «ان العالم لا يمكنه تحمل ان يصبح لبنان غزة ثانية». وقال مصدر مطلع لـ«الأنباء» إن «كل التأكيدات التي وصلت إلى المسؤولين اللبنانيين انه لا نية للذهاب إلى حرب، وان الجميع يحذر من خطأ في الحسابات او تقديرات خاطئة، وبالتالي ليس هناك قرار متخذ في هذا الشأن، وإنما الخشية من ان يؤدي استمرار التصعيد إلى انفلات الوضع، وهنا أهمية استمرار الاتصالات السياسية». وأضاف المصدر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الغارق مع حكومته في معارك غزة ولبنان، يواجه خلافا واسعا مع الجيش، حيث خرجت معارضة قيادات عسكرية لسياسته وقراراته إلى العلن. في حين ان إسرائيل منذ تأسيسها قبل 76 سنة قامت على قوة الجيش. ومعظم الذين تداولوا الحكم وتسلموا المناصب السياسية خرجوا من صفوف العسكر. وبالتالي يدرك نتنياهو انه لا يستطيع الذهاب بعيدا في نهج لا يوافق عليه الجيش».
ميدانيا، استهدفت مسيرة إسرائيلية سيارة رباعية الدفع قرب بلدة الخيارة في البقاع الغربي، ما أدى إلى سقوط قتيلين. وأفادت مصادر بأن المستهدف في العملية هو المسؤول في «الجماعة الإسلامية» أيمن غطمة من بلدة لالا البقاعية. وقضى معه شخص كان برفقته