يعتبر وادي عودين في بلدة عندقت الى الجهة الشمالية الشرقية من بلاد عكار، من بين الأودية الأكثر جمالا وهو أحد اطول الاودية في بلاد الارز. يمتد لمسافة تزيد على 6 كيلومترات وسط سلسلتين من التلال والجبال المتفاوتة الارتفاعات والتي تغطيها بالكامل أشجار الصنوبر البري ويجري فيه نهر حمل اسم هذا الوادي، وعلى ضفتيه مئات الهكتارات من الاراضي الزراعية وبساتين الفاكهة وكروم العنب والزيتون. ويضم الوادي، الى جانب ميزاته الطبيعية، العديد من المواقع الأثرية والتراثية والمعابد والكنائس القديمة العهد.
الناشط البيئي في مجموعة درب عكار خالد طالب يقول “إن ما يميز هذا الوادي الساحر، ليس كونه يضم واحدة من أكثر المناطق الطبيعة غنى وتنوعا من الناحية البيئية فحسب، انما لتميزه من ناحية موقعه وتضاريسه التي تشهد إحدى أجمل الظواهر الطبيعية وأكثرها سحرا وجمالا، والتي تعرف محليا بـ “شوشة الهواء” المتشكل مع هبوب الرياح الشرقية الباردة التي يحسب لها حساب في هذه المنطقة الشمالية-الشرقية لمحافظة عكار في مثل هذه الايام”.
ويضيف طالب: “هذه “الشوشة” لطالما شكلت موسما منتظرا كل سنة، وعنصر جذب للسياح والناشطين البيئيين والمصورين المحترفين الذي يسعون وراء اجمل اللقطات لحركة الغيوم الكثيفة التي تضخ كالشلالات بسرعة كبيرة على امتداد هذا الوادي الجميل، لتشكل مساحة من السحر هو الاقرب لشلالات المياه المشهورة في العالم كشلالات نياغارا على سبيل المثال.
ظاهرة الجمال هذه تعرف علميا باسم الرياح السفحية الهابطة Katabatic Wind او نسيم الجبل. وهي ظاهر تحدث عند انحدار الهواء البارد الثقيل المشبع بالرطوبة بفعل الجاذبية على سفوح المنحدرات نحو الاودية حيث يكون الجو أكثر جفافا وحرارة، بانسيابية رائعة وكأنها لوحة فنية”.
ميشال الحلاق- الوكالة الوطنية