حذرت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني وجمعية حماية الطبيعة في لبنان من وباء فيروسي ويصيب نوع محدد أو فصيلة معينة من الأسماك في بحيرة القرعون شرق لبنان.
ولفت بيان مشترك صادر عن المصلحة والجمعية إلى ان هذا الوباء يفاقم أزمة الأسماك في الليطاني التي تعاني من جراء التلوث الكيميائي والبيولوجي الناتج عن الانشطة البشرية الصناعية والزراعية والسكنية والتي لا تصلح للأكل. وطالب الأجهزة الامنية والسلطات الرقابية والقضاء بالتشدد في قمع أي مخالفة لقرار حظر الصيد في البحيرة قطعياً.
وفي التفاصيل: “بعد اتصال بين مسؤولي المصلحة الوطنية لنهر الليطاني وجمعية حماية الطبيعة في لبنان تناول مشكلة نفوق عدد من الأسماك في بحيرة القرعون بشكل غير معتاد، وضمن اتفاق التعاون المشترك بين المصلحة والجمعية، توجه فريق مشترك الى البحيرة بتاريخ ٢٢/نيسان/٢٠٢١.
بعد المسح الميداني واستعمال طريقة تقييم التنوع البيولوجي تبين الآتي:
الأسماك النافقة جميعها من نوع سمك الكارب (Cyprinus Carpio Carpio)
وجود أربعة أنواع أخرى من الأسماك على الأقل وهي:
السمك البني البلدي (Cyprinidae Spp)
سمك الأنجورا لوش (Angora loach – Nemacheilus Angorae)
سمك الأفانيوس منتو (Iridescent toothcarp- Aphanius Mento)
أسماك البعوض الشرقية (Gambusia Holbrooki)
جميع هذه الأسماك ما عدا الكارب تتمتع بصحة جيدة وتبين أنها تضع بيضها وتتزاوج، مما يستبعد كلياً نظرية نقص الاوكسيجين او التلوث الكيميائي الحاد لدرجة القضاء على آلاف اسماك الكارب المعروفة بمقاومتها للعاملين الأخيرين بعكس الأسماك الأخرى، علماً ان التلوث الكيميائي موجود في البحيرة منذ عقود ويشكل خطراً على صحة الإنسان والحيوان لكنه ليس السبب المباشر بالنفوق السريع لأسماك الكارب بهذا الشكل.
وأضاف البيان: “تم اخذ العينات من اسماك الكارب النافقة وعينات اخرى من اسماك الكارب التي لا تزال حية لكن على وشك الموت، وتم تشريحها ميدانياً وتحديد عاملاً مشتركاً واحداً بينها جميعاً:
● جميعها تعاني من نزيف داخلي وتلف في الأعضاء الحيوية.
● وجود تقرحات حادة على اعضائها الداخلية والخارجية مثل الزعانف والحراشف.
● الخياشيم حمراء وحالتها جيدة نسبياً، مما يستبعد فرضية النقص بالأكسجين.
وخلص التقرير” نستنتج من كل ما سبق أن أسماك الكارب تعاني من انتشار مرض وبائي خطير ادى الى نفوقها بالآلاف في غضون أقل من أسبوع. على الأغلب أن هذا الوباء هو فيروسي يصيب نوع محدد او فصيلة معينة من الأسماك.
وتابع البيان: “في جولتنا الميدانية بنفس التاريخ وثقنا نفوق عشرات اسماك الكارب (بنفس العوارض) في مجرى ماء متفرع من الليطاني في منطقة تل الأخضر مما يدل على أن الوباء منتشر على نهر الليطاني وليس محصوراً في بحيرة القرعون.
بناءً على هذه المعطيات نوصي بالتالي:
– التشدد في إنفاذ القانون لمنع الصيد على بحيرة القرعون وعلى طول مجرى نهر الليطاني.
– محاولة حصر الوباء ومنع انتشاره، حيث من الممكن انتشار فيروسات الأسماك بواسطة عدة الصيد، مثلاً إذا استعملت في الليطاني ثم استعملت بالعاصي قد تسبب كارثة على مزارع الأسماك ليس فقط في لبنان بل في سوريا وتركيا كذلك.
– القيام فورًا بمسح ميداني شامل واخذ عينات لفحصها مخبرياً لتحديد نوع الوباء ومدى خطورته على الأسماك والإنسان.
– نناشد المواطنين اللبنانيين والنازحين السوريين الامتناع بشكل قطعي عن تناول اسماك الكارب وتبليغ المصلحة والقوى الأمنية عن اي شخص يقوم ببيع هذه