قتل فجر اليوم ما لا يقل عن 44 شخصا وإصابة 150 آخرين، معظمهم من أبناء الطائفة الحريدية، التي تعتبر جزءا من الكيان الذي يحتل فلسطين.
وحدث التدافع عندما احتشد عشرات الآلاف من اليهود عند قبر الحاخام شمعون بار يوشاي لاحتفال لاك بوعومر السنوي الذي يشمل الصلاة طوال الليل والأغاني والرقص.
ويعتبر هذا الضريح الواقع على جبل ميرون، من أقدس الأماكن لدى اليهود، وهو موقع مزار سنوي.
ووفق تقرير لصحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية، فإن معظم القتلى والمصابين في حادثة التدافع هم من طائفة “تولدوت أهارون” الحريدية، والتي تعد وفقا للصحيفة الإسرائيلية من أكثر الجماعات انعزالية وتنظيما وتماسكا بين الطوائف التي تشكل المجتمع الحريدي في الكيان الاسرائيلي.
وبحسب “جيروزاليم بوست”، فقد تأسست الطائفة الحريدية من قبل الحاخام أهارون روث في عام 1928 بألمانيا.
وفي عام 1942، وقبل وقت قصير من غزو ألمانيا للمجر، فرّ روث وأتباعه من أوروبا إلى فلسطين التي كانت تحت الانتداب البريطاني.
ويعيش أفراد طائفة “تولدوت أهارون” الحريدية اليوم في قلب القدس، منعزلين عما يصفونه بـ”العلمانية” المحيطة بهم.
وبدأ الحاخام أهارون الذي توفي عام 1947، تقليدا مستمر حتى يومنا هذا، ويتمثل بأن يوقع كل ذكر من أفراد الطائفة عقدا يلزمه هو وعائلته بالالتزام بتعاليم “تولدوت أهارون” الصارمة.
وتشمل التعاليم الملابس والتعاملات وحتى كيف يقضي أفراد الطائفة أوقات فراغهم، كما يؤمن هؤلاء بأن العالم خارج “تولدوت أهارون”، مظلم وشرير.
ولا يرى أعضاء طائفة “تولدوت أهارون” أنفسهم كأفراد، وإنما كيانا عضويا واحدا، لا يسمح بتدخل الغرباء في قضايا مجتمعهم.
ولا تعمل الغالبية العظمى من أبناء الطائفة إلا في المهن الدينية التي لا تكفي حاجاتهم المعيشية، وهم يعتمدون على تمويل حكومي لمدارسهم المستقلة، وتمويل حكومي لشبابهم الذين يدرسون في الكليات الدينية.
وتعتمد الطائفة محاكم خاصة بشؤون العائلة، كما يطبقون تعاليم دينية خاصة بهم، مثل منع السفر والعمل أيام السبت.
وفي هذا مقال آخر عن “تولدوت أهارون” فإن هذه الفرقة الحريدية المتطرفة ترفض “إسرائيل”، لا لأنها محتلة ومغتصبة للأرض الفلسطينية، بل لأنها “تسير في عكس عقارب الله، إله تولدوت أهارون، الذي أوصى عباده بألا يستعجلوا قدوم الماشيح، فاستعجال قدومه في عقيدتهم “.
المصدر: العالم – مواقع