*الــحــكـومــة “ســالــكــة” وأسـبــوع مــفـصـلــي أخــيــر*
وضعت عملية تشكيل الحكومة على نار حامية، ولقاءات الرئيس المكلف نجيب ميقاتي التشاورية، التي لا يُعلن عن بعضها في الاعلام، ما تزال مستمرة ولكن على قاعدة “استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان” لتدوير زوايا العقد، بعضها حُلَّت والمتبقي على الطريق.
ورغم أن منسوب الإيجابية يرتفع حيناً وينخفض حيناً آخر، إلا أن التأكيد الدائم على أن الحكومة “سالكة”، يوحي بأن اجواء التفاؤل غير مصطنعة، وان الأسبوع الحالي سيكون مفصلياً للبت في الأسماء والحقائب والخروج من متاهة التشكيل.
هناك ثلاثة عوامل تسرِّع عملية تأليف حكومة، بحسب مصادر متابعة وتتمثل بالاتي:
*أولاً:* الضغط الدولي والتحذيرات من عقوبات وشيكة على المسؤولين السياسيين، مع التنبيه المتزايد في الآونة الأخيرة من أنه في حال إفشال التكليف الثالث، فإن تحميل المسؤولية سيكون مباشراً للرئاسة الأولى، وذلك على خلفية الكباش الحاصل على الحصص وتوزيع الحقائب.
*ثانياً:* رفع الدعم الذي تتوافق على اقراره وضرورة تطبيقه كل القوى السياسية، فمن جهة هو يعفي الحكومة الجديدة من ان تتحمل المسؤولية المباشرة عن نتائجه.
فتكون مهمتها التفتيش عن حلول وليس تحمل تبعاته إعلان إجراءات قاسية، خاصة وان صندوق النقد الدولي ابدى جهوزية للتعاطي مع حكومة فاعلة في ظل اهتراء وضعف القطاع العام وفتح الباب امام الخصخصة.
ومن جهة أخرى، تجمع الآراء السياسية على ان اخراج قرار رفع الدعم اصطدم بعدة عوامل، منها عدم جهوزية البطاقة التمويلية، والشعبوية السياسية.
*ثالثاً:* كارثة عكار، على سوء نتائجها وما حصدته من ضحايا أبرياء، الا انها دفعت باتجاه تسريع وتيرة الاتصالات مع التخوف من انكشاف أمني وانزلاق الأمور إلى الأسوأ.
بالرغم من ان مجزرة انفجار خزان المحروقات في التليل العكارية، قوبل بتقاذف المسؤوليات وتوظيف سياسي وتصفية حسابات، حيث انفلتت التصريحات اللامسؤولة، من وفي كل الاتجاهات.
واللافت في اليومين الماضيين كان توقف التسريبات حول عقدتي الداخلية والعدل، بما يؤشر الى التوافق حولهما.
أضف الى إرساء قاعدة عدم المداورة وإبقاء الوزارات السيادية على حالها، وارتفاع أسهم اللواء مروان زين لوزارة الداخلية.
ورجحت المصادر ولادة الحكومة خلال الأيام القليلة المقبلة، واعتبرت ان الساعات المقبلة مصيرية ومفصلية، بالتزامن مع تصاعد التحذيرات من رؤساء الأجهزة الأمنية من عدم القدرة على ضبط الوضع او امساك الشارع في حال حصول هبة او انفجار شعبي عارم.
وإذ رأت المصادر ان المرحلة المقبلة هي “ميقاتية” بامتياز، وهي تبشر بمناخ سياسي جديد سيكون للرئيس المكلف نجيب ميقاتي بصمته الخاصة وعلاقاته الدولية التي لا يستهان بحجمها وفاعليتها.