إختلطت الأوراق الحكومية في أقل من 24 ساعة، نتيجة التطورات المتسارعة الإقليمية والدولية والتي يرتبط بها لبنان ارتباطاً وثيقاً.
1- التطور الاول تمثّل في الاتصال بين الرئيسين الايراني إبراهيم رئيسي والفرنسي ايمانويل ماكرون، والذي تناول بشكل أساس أهمية تأليف الحكومة اللبنانية.
وقد خلق هذا التواصل مساحة من الظلال والشك، تحديداً عند رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، الذي، وفق العارفين، إعتبر نفسه أكثر المتضررين من الاتصال الفرنسي – الإيراني، وخصوصاً من مفاعيله اللبنانية.
وقد ترجم الحريري ارتيابه هذا على شكل تسريبات اعلامية تناولت ذلك الاتصال، حيث تمت تبرئة طهران من دم الحكومة.
وهو موقف يناقض كل الادبيات الحريرية السابقة، في مقابل اتهام رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وحيداً، بالعرقلة.
وكشف مرجع كبير عن انقسام متجدد في خلية الأزمة الرئاسية الفرنسية، لافتاً الى ان أحد اعضائها البارزين لم يكن موافقاً على الاتصال بين ماكرون ورئيسي، وهو تحديداً شارك في صوغ التسريبات الإعلامية.
ومن المتوقع أن تحتدم التسريبات في اليومين المقبلين نتيجة الافتراق في وجهات النظر داخل الخلية الرئاسية الفرنسية، على وقع مضي ماكرون في سياسته الإنفتاحية على إيران، مع تحييده تدريجياً العضو المشاكس في تلك الخلية.
2- التطور الثاني تمثل في الدخول السوري على خط الإهتمام اللبناني من باب الطاقة الكهرباية والغازية، ولا شك أن هذا الدخول سيكون له الطابع السياسي، وإن اتخذ سياقاً تدرّجياً.
إذ إن الرئاسة السورية أبلغت رسمياً مسؤولين لبنانيين أنها لن تعدم فرصة لتقديم المساعدة، فيما بات يتّضح التحول في موقف عدد من القوى المناهضة لسوريا، والتي لم تعترض لا على إمكان استقدام الغاز والكهرباء عبر سوريا ولا على اللقاءات الوزارية الرسمية في دمشق.
وذلك بعدما قرأت في التسهيلات الأميركية تحولاً في موقف واشنطن، في موازاة اللقاءات التي تعقد بين وفود عربية وسورية.
ولا يرى المرجع الكبير أي عائق يعترض ولادة الحكومة، وتالياً يفترض على الرئيس المكلف نجيب ميقاتي المبادرة سريعاً في اتجاه بعبدا من أجل وضع اللمسات الأخيرة على التشكيلة الحكومة.
إلا في حال شكل التطور السوري والتواصل الإيراني – الفرنسي خشية مستجدة لدى ميقاتي، قد تدفعه الى التريّث في إنتظار توضّح مآل الغطاء السنّي له.