ســامــي كــلـيــب
علم موقع لعبة الأمم أن أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يستعد لزيارة لبنان ابتداء من ٢٠ كانون الأول المقبل.
وذلك لبحث تطورات الأوضاع المعقدة فيه مع الرؤساء الثلاثة والتأكيد على حرص الأمم المتحدة والأسرة الدولية على عدم التخلي عن بلد هو من مؤسسي هذه المنظمة الدولية.
تأتي زيارة غوتيريش التي تستمر يومين أو ثلاثة وسط معلومات تفيد بأن دول الخليج تفكر بإعادة طرح مسألة التطبيق الحرفي للقرار 1559 في مجلس الأمن.
وخصوصا ما يتعلق منه بــ “حل جميع الميليشيات اللبنانية ونزع سلاحها وبسط سيطرة حكومة لبنان على جميع الأراضي اللبنانية.
وهو ما يعني أن الموقف الخليجي من لبنان مرجح للتصعيد حتى نهاية العهد الحالي.
وقد يشهد إجراءات عقابية تصاعدية بالنسبة للتحويلات وربما حركة الطيران وغيرها كما حصل سابقا ضد قطر . وذلك ما لم يستقل الوزير جورج قرداحي.
كما تأتي هذه الزيارة الدولية في خضم الأسئلة حول إجراء أو تأجيل الانتخابات النيابية.
ومن المعروف أن الأمم المتحدة تشدد على ضرورة إجرائها في وقتها وبشفافية، كما أنها تدعو الدولة اللبنانية وعلى نحو مستمر إلى الشروع بالإصلاحات المطلوبة وذلك كشرط حتمي لحصول لبنان على المساعدات الدولية وقروض ومساعدات صندوق النقد الدولي.
من الطبيعي أيضا أن تتطرق محادثات غوتيريش إلى مسألة ترسيم الحدود التي يبدو أنها شهدت تقدما كبيرا في الفترة الماضية.
وباتت قاب قوسين أو أدنى من التوقيع رغم استمرار بعض التحفظات، وهي خطوة ستدفع الأميركيين ذوي التأثير الكبير في الأمم المتحدة والصناديق الدولية إلى تسهيل حصول لبنان على مساعدات اقتصادية.
ولا شك أن الدور الكبير الذي تلعبه القوات الدولية في مراقبة وضبط الأوضاع الأمنية عند الحدود غالبا ما تكون في صلب ملفات الزيارات الأممية إلى لبنان.
ومن المفترض أن يزور الأمين العام قوات اليونيفيل جنوبا في رسالة دعم ولكن أيضا للتأكيد على استمرار هذا الدور الذي شابه جدل كبير في السنوات القليلة الماضية.
كما سيؤكد على أهمية ضبط الحدود والالتزام بالقرارات الدولية.
ليس في جعبة الأمين العام مبادرة خاصة في زيارته إلى لبنان، لكن فيها رسالة دعم واضحة في لحظة ضبابية ومصيرية وربما خطيرة أيضا يمر فيها الوطن ( وسط القلق من تطور أمني يقلب الكثير من الطاولات ).
ولعل حصول الزيارة مع الاستئناف المحتمل للمفاوضات الإيرانية الغربية لتفعيل الاتفاق النووي من شأنه مواكبة تأثير نجاح أو فشل تلك المفاوضات على الوضع اللبناني.