خاص للخنادق: مبادرة السيد نصرالله وأدت الفتنة في العراق
بعد أيام من وأد الفتنة في العراق، بدأت تتكشف أكثر فأكثر أسرار ما خفي من مبادرات غير علنية، استطاعت إعادة الهدوء الى هذا البلد، بعد ساعات دموية كادت تهدد باشتعال كل محافظاته، لا سيما الوسطى والجنوبية.
ففي آخر المعلومات، كشفت مصادر خاصة لموقع الخنادق، أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله هو الذي بادر بالاتصال بزعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، لكي يتدخل ويوقف الاشتباكات بين سرايا السلام والقوى الأمنية في محيط المنطقة الخضراء، ولكيلا تتدحرج الأوضاع الى حرب أهلية.
ومن المعروف بأن السيد مقتدى يحترم ويجلّ شخصيتين اثنتين، ولا يرفض لهما أي طلب، هما السيد حسن نصر الله وقائد القوة القدس الفريق الحاج قاسم سليماني قبل استشهاده. وهذا ما أكدته جهود السيد نصر الله الأخيرة، بحيث كان لافتاً تكرار السيد الصدر خلال خطابه منذ أيام كلمة “بعد؟!”، وكأنها رسالة رد غير مباشرة بالموافقة على مبادرة السيد نصر الله. كما يمكن اعتبارها كإشارة على أنه يوافق بأن سرايا السلام ومناصريه قد جنحوا كثيراً، عما كان يريده من اعتصامات وتظاهرات ذات طابع سلمي، مشبهاً ما حصل في “ثورة التيار” بما حصل بـ”ثورة تشرين” في جنوحها الى العنف، ومعلناً تبرؤه ممن لجأوا الى السلاح، ومهدداً مناصريه في التيار بأنه في حال لم يخرجوا من الشارع خلال 60 دقيقة، ويوقفوا القتال بل ويفكوا الاعتصام أيضاً، بأنه سيتبرأ من التيار علناً، ومؤكداً بأن الحشد الشعبي لا علاقة له بالاشتباكات بعكس ما تدعيه القنوات الإعلامية الفتنوية.
الكيان المؤقت كان أكثر المتفائلين بما يحصل في العراق
منذ بدء هذه الأحداث في العاصمة العراقية بغداد، لم يخفي الكيان المؤقت بصحافييه وخبرائه ومحلّليه فرحتهم بما يحصل فيها، وتمنياتهم في تطور هذه الأحداث لكي تخلق اضطراباً في عمق الوسط لمحور المقاومة. لا سيما في ظل ما تعيشه منطقتنا والعالم من متغيرات جيوستراتيجية، تؤكد بأن المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والذي من ضمنه الكيان، مقبلين على تراجع كبير في النفوذ في السيطرة، لصالح الدول المناهضة لهم وفي مقدمها محور المقاومة، ولذلك فغن من مصلحتهم الكبرى إثارة القلاقل القومية والطائفية والمذهبية بل وحتى بين أبناء الوطن الواحد والمذهب الواحد، لكي يحجب الانتباه عن هذه المتغيرات.
وفي هذا الخصوص، أكدّ قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي على هذا التقدير، خلال استقباله لضيوف المجتمع العالمي لأهل البيت حينما قال:”كنّا وماتزال ندعو جميع البلدان الاسلامية الى عدم الخوض في بعض الأمور والمفردات المثيرة للتفرقة كـ”الشيعة والسنة” و “العرب والعجم”. إيران لا تتدخل في الشؤون الداخلية للآخرين والتهم الموجهة لها ناجمة عن عجز مطلقيها ويأسهم من وقف عجلة التطور الهائل الذي تشهده ايران. سياسة امريكا في الظروف الراهنة تعتمد على اثارة الحروب بين الشيعة والسنة وبين العرب والعجم، بل الى اثارتها بين الشيعة أنفسهم وبين ابناء السنة أيضا”.
الكاتب: غرفة التحرير