مخطئ من يظن بأن ما جرى من أحداث في الأيام السابقة في إيران، وما تبعها من هجمات غربية، تهدف الى محاولة إشعال الفتنة الداخلية هناك، هي بسبب تعثر المفاوضات النووية، أو بهدف تغيير النظام الإسلامي (المعسكر الغربي يعلم بأكثرية دوله بأن هذا الهدف مستحيل).
فمن أهم وأبرز أسباب هجوم المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ضد الجمهورية الإسلامية في إيران، هو الإنجازات المهمة التي استطاعت حكومة السيد إبراهيم رئيسي تحقيقها حتى الآن، والتي شملت مجالات داخلية وخارجية.
وسنستعرض في هذا المقال أبرز هذه الإنجازات:
_الزيارات الميدانية لرئيس الجمهورية السيد إبراهيم رئيسي:
شكلت الزيارات الميدانية للسيد رئيسي الى العديد من مناطق البلاد، لا سيما تلك التي عانت من أزمات وحوادث طبيعية، والاحتكاك المباشر مع المواطنين، واحدة من أهم الإنجازات التي قلّ وجود المثيل لها خلال السنوات السابقة. فالسيد رئيسي خصص لهذه الزيارات تقريباً كل يومي خميس وجمعة، والتي كانت تشمل الكثير من المناطق البعيدة، مركزاً على مناطق الأطراف كالأهواز والهور العظيم وقرى الهويزة، مروراً بقرية الملا علي الحدودية في سيستان وبلوشستان، وضواحي مدينة تشابهار، وصولاً الى حضور الرئيس الشخصي بين المتضررين من الزلزال في سيساخيت وإنديكا.
_ دعم المشاريع الاقتصادية الصغيرة:
خلال العام من ولاية السيد رئيسي، قدمت حكومته الدعم لأكثر من 55 ألف مشروع اقتصادي صغير، من خلال الترخيص والدعم المالي، وهذا ما يمكنه التعويض عن المشاريع الاستثمارية الضخمة التي قد تكون البلاد قد حُرمت منها بفعل الحصار الأمريكي والغربي (العقوبات).
_إيقاف الدولار المدعوم:
في السنوات الماضية، كانت الحكومات الإيرانية تخصص دولاراً مدعوماً للمؤسسات الاقتصادية، تكون كلفة شرائه أقل مما يشتريه المواطنون العاديون، وهذا ما أدّى الى استفادة أطراف من هذا الدولار دون غيرها.
فكانت خطوة حكومة السيد رئيسي الإصلاحية في هذا المجال، هي في توحيد سعر الصرف وإيقاف الدعم لهذه المؤسسات. وبالرغم من أنّ هذه الخطوة قد تسبّبت ببعض المشاكل في البداية، إلّا أن آثارها الإيجابية ظهرت مع مرور الوقت.
_ محاربة الفساد ومعاقبة الفاسدين:
في استكمال لنهجه السائد عندما كان في السلطة القضائية، استطاع السيد رئيسي وفريقه من إقالة عشرات الأشخاص الفاسدين، وإحالتهم الى القضاء المختص لمعاقبتهم، وهذا ما عانت منه العديد من الحكومات المتعاقبة.
_ تنشيط القطاع السياحي:
تميز أداء عزت ضرغامي في وزارة التراث الثقافي والسياحة والصناعات التقليدية، بالنشاط غير المسبوق في هذه الوزارة، حيث استطاع في هذه الفترة الزمنية القصيرة، استئناف إصدار التأشيرات السياحية لمساعدة اقتصاد البلاد، بل وأجرى أيضاً اجتماعات ومناقشات عديدة كان لها الأثر الكبير في هذا التنشيط. بحيث كان ضرغامي جاداً جداً في مجال استخدام قدرات القطاع الخاص ودعم المستثمرين، معتمداً سياسة فريدة في صنع القرار في الوزارة، بحيث يتمّ بالتعاون مع جمعيات السياحة والقطاع الخاص. كما عزز من وجود الانترنت في هذا القطاع، من خلال تقديمه الدعم المباشر للمستثمرين الجدد.
_ النجاح في كسر الحصار المفروض على البلاد:
من خلال بيع النفط الخام بكمية تقدر تقريبا بأكثر من مليوني برميل يومياً، وتصاعد نسبة صادرات المشتقات النفطية الى العديد من الدول.
_ الارتقاء في العلاقات الإقليمية والدولية:
فبالرغم من نشاط وتركيز السيد رئيسي على متابعة الشؤون الداخلية، إلا أن ذلك لم يمنعه من تعزيز حضور إيران الخارجي، عبر الحضور والمشركة الفاعلة في القمم الدولية والإقليمية، والتي تكلّلت بحصول البلاد على العضوية الدائمة لمنظمة شنغهاي، ولا تقف عند بداية مسار الانضمام الى مجموعة البريكس. مع الإسارة الى تعزيز العلاقات الثنائية بين إيران والعديد من الدول الكبرى عالمياً والدول الاقليمية، وفي مقدمتهم الصين وروسيا.
الكاتب: غرفة التحرير