يتخوّف كيان الاحتلال من نتائج تدخلاته العسكرية في أوكرانيا لمواجهة روسيا. لعمله ان الأخيرة ستحفظ له ذلك، وترد بالطريقة التي تراها مناسبة. لذلك لم تقدم إسرائيل، بعد، على خطوة عملية من شأنها ان تثير حفيظة موسكو. وتشير صحيفة هآرتس في مقال لها إلى ان “جهاز الأمن يعتقد أن تزويد منظومات دفاعية لأوكرانيا قد يخرق المعادلة أمام روسيا في الساحة السورية، ويؤدي بها إلى تزويد سوريا وإيران بمنظومات دفاعية جوية متقدمة من نوع اس 300 واس400”.
النص المترجم:
يعارض جهاز الأمن نقل سلاح إلى أوكرانيا، وضمن ذلك منظومات دفاع جوية، لأن إعطاء سلاح دفاعي لكييف سيجلب خطوة روسية مشابهة في سوريا.
جاءت معارضة جهاز الأمن على خلفية طلبات أوكرانيا من إسرائيل تسليمها منظومات دفاع جوية لمواجهة المسيرات الإيرانية التي تستخدمها روسيا ضدها. أوضح وزير الدفاع بني غانتس، أمس، بأن “إسرائيل لن تزود أوكرانيا بأي منظومات الدفاعية”، خصوصاً منظومات سلاح دفاعي. مع ذلك، قال غانتس بأنه تم العرض على أوكرانيا بأن تنقل معلومات لإسرائيل تمكنها من تطوير منظومات إنذار ذكية من التهديدات الجوية من أجلها.
يعتقد جهاز الأمن أن تزويد منظومات دفاعية لأوكرانيا قد يخرق المعادلة أمام روسيا في الساحة السورية، ويؤدي بها إلى تزويد سوريا وإيران بمنظومات دفاعية جوية متقدمة من نوع اس 300 واس400، التي من شأنها أن تصعّب على إسرائيل تنفيذ الهجمات الجوية في سوريا التي نسبت لها في السنوات الأخيرة. مصادر في جهاز الأمن قالت للصحيفة بأن أي مس بالسيطرة الحصرية لسلاح الجو في الفضاء الجوي في المنطقة هو مس بذخر استراتيجي للجيش الإسرائيلي.
ويخشى جهاز الأمن أيضاً من أن إعطاء منظومات دفاع جوي لأوكرانيا سيؤدي إلى إسقاط طائرات روسية وقتل الطيارين، الأمر الذي سيجعل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يوجه إصبع الاتهام لإسرائيل. هكذا حدث في أيلول 2018 عندما أسقطت منظومات دفاع جوي سورية طائرة استخبارات روسية و15 من طاقمها قتلوا بعد هجوم نسب لإسرائيل.
إعلان غانتس بأن إسرائيل لن تزود أوكرانيا بالسلاح جاء بعد نقاشات أمنية أجراها، التي تقرر فيها إصدار إعلان واضح ضد هذه النية، وهو موجه أيضاً للأوكرانيين وبعض الجهات في إسرائيل. هذا أيضاً على خلفية تصريح وزير الشتات، نحمان شاي، في بداية الأسبوع بأن يجب علينا تزويد أوكرانيا بـ “مساعدات عسكرية” كما تفعل الولايات المتحدة.
أراد جهاز الأمن أن يرفع ضغطاً محتملاً عن إسرائيل ستستخدمه عليها أمريكا والدول الأوروبية لتوفير السلاح. ورغم أن جهات في جهاز الأمن قالت بأن الإدارة الأمريكية تتفهم وضع إسرائيل الحساس وأنها لا تستخدم الضغط عليها لمساعدة أوكرانيا عسكرياً، إلا أن إسرائيل تخشى من أن ضغطاً إعلامياً ودولياً سيؤدي إلى التغيير في مقاربة الإدارة الأمريكية.
وقال جهاز الأمن بأن إسرائيل لا يمكنها التنازل عن منظومة استراتيجية مثل القبة الحديدية ونقلها إلى أوكرانيا. وقالت جهات أمنية بأن القبة الحديدية لا تناسب أوكرانيا بسبب حجم الدولة، الأمر الذي يصعّب نقل المنظومة. وقالت الجهات أيضاً بأن الروس الذين يسيطرون على المجال الجوي في أوكرانيا لن يجدوا صعوبة في المس بالقوافل التي ستنقل القبة الحديدية وصواريخ الاعتراض.
في غضون ذلك، يبحث جهاز الأمن ما إذا كان يمكن تزويد أوكرانيا بمنظومات إنذار من الصواريخ في مناطق مأهولة، الأمر الذي سيمكنها من تحذير المواطنين من هجوم قريب بالصواريخ في فترة معقولة وتمكينهم من الوصول إلى مكان آمن. إن منظومات الإنذار التي طورتها إسرائيل قادرة على تقسيم المنطقة إلى مناطق صغيرة وتزويد إنذار محدد حسب كل منطقة.
أول أمس، أرسل وزير الخارجية الأوكراني، كولبا، طلباً رسمياً لوزارة الخارجية الإسرائيلية للحصول على منظومات دفاع جوي، من ضمنها درع الضوء والقبة الحديدية وبرق 8 وبطاريات باتريوت ومقلاع داود والحيتس. إضافة إلى ذلك، طلب كولبا أن تقوم إسرائيل بتدريب القوات الأوكرانية على استخدام هذه المنظومات. وجاء في الطلب أيضاً بأن استخدام روسيا للطائرات المسيرة والصواريخ البالستية من إنتاج إيران في الحرب ضد أوكرانيا سيؤدي إلى تحسين المنظومات الإيرانية، الأمر الذي سيسهم في زيادة قدرة إيران على إنتاج سلاح هجومي، وبالتالي سيزداد التهديد على دولة إسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط.
من المتوقع أن يتحدث غانتس مع وزير الدفاع الأوكراني، أولكسي زيزنكوف، بعد أن تم تأجيل المحادثة بينهما، التي خُطط لها في بداية الأسبوع. ويتوقع أن يتحدث رئيس الحكومة، يئير لبيد، مع وزير خارجية أوكرانيا.
المصدر: هآرتس
الكاتب: ينيف كوفوفيتش