يواصل سعر برميل النفط بالارتفاع ليتجاوز الـ 95$. لم يعد أمام الرئيس الأميركي، جو بايدن إلا 13 يوماً ليأتي “بالمعجزات”، التي لن يصنعها سحب 15 برميل من الاحتياطي الاستراتيجي الأميركي. وفي الوقت الذي يحتسب الناخب دولاراته القليلة ليسدد بها فواتير الكهرباء والبنزين، تسجل احصائيات التضخم -الذي وصل لأعلى مستوى خلال 40 عاماً- مزيداً من الارتفاع، وتستمر نتائج الاستطلاع على شعبية بايدن بالانخفاض.
خلال الآونة الأخيرة، في الفترة الأشد حساسية، يتعرض بايدن لحملة انتقادات واسعة على سياساته الاقتصادية التي انتهجها خلال العامين الأولين من ولايته. يقول دون كالتشميت، في أيار/ مايو الماضي، “عندما تم انتخابي لفترة ولايتي الأولى كرئيس للحزب الجمهوري في مونتانا قبل ثلاث سنوات، كان لدى الغالبية العظمى من سكان مونتانا المال في جيوبهم، والغاز في سياراتهم، ومحلات البقالة في مخازنهم. في الأشهر الـ 16 القصيرة التي تولى فيها جو بايدن الرئاسة، تمكن هو وديمقراطيون في واشنطن من إفلاس بلدنا عن طريق إرسال أسعار الغاز إلى أعلى مستوى في التاريخ، والتضخم إلى أعلى مستوى في 40 عاماً، وارتفاع أسعار الطاقة إلى أكثر من 100٪. لكن الجزء المحزن هو أن هذه ليست الصورة كاملة”.
لم يقتصر كالتشميت على هذا التوصيف، بل شن هجوماً آخر على الديموقراطيين بوصفهم “يهينون البلاد”، وقال “لا تزال كل صناعة في البلاد تقريبًا تتأثر بالقرارات المتهورة التي تتخذ على أيدي إدارة بايدن والديمقراطيين في الكونغرس. في الواقع، لقد رأينا للتو التضخم قد وصل إلى أعلى مستوى آخر في 40 عامًا عند 8.5٪ – وهو ضربة مباشرة لمصروفات عائلات مونتانا التي تعمل بجد. حتى خلال هذه الأزمة، كان الديمقراطيون الوهميون يدورون حول ارتفاع الأجور، ولكن عند أخذ التضخم في الاعتبار، انخفضت الأجور الحقيقية بنسبة 3٪ تقريبًا، مما يثبت مرة أخرى أن الديمقراطيين لا يؤذون بلدنا بسياساتهم فحسب، بل إنهم يهينون بلدنا. الذكاء بالكذب على وجوهنا”.
بالقياس إلى قيمة الأجور التي يأخذها العمال، لم يكن العام الأول للرئيس بايدن في المنصب عامًا جيدًا للغاية. اذ انخفضت القوة الشرائية لمتوسط الأجر الأسبوعي للعامل بنسبة 2.3٪ من ديسمبر 2020 إلى ديسمبر 2021. ومن غير المرجح أن تؤدي البيانات الخاصة بالأيام العشرين الأخيرة من العام الأول للسيد بايدن، غير المتوفرة بعد، إلى تحسين تلك الصورة.
لا يشارك معظم الأمريكيين وجهة نظر الإدارة “المشمسة” لسجلها الاقتصادي، وليس من الغموض: إن راتب العامل العادي لا يشتري الكثير من الهامبرغر كما فعل في العام الماضي. (يعد استخدام الهامبرغر لقياس التضخم تطورًا في مؤشر Big Mac لمجلة The Economist، والذي يتتبع سعر الهامبرغر الكلاسيكي بعملات مختلفة.) ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الحكومي بنسبة 7٪ في عام 2021، وهي أكبر قفزة منذ عام 1982. لا تزال نسبة تأييد بايدن منخفضة، وتوصل استطلاع بعد استطلاع للرأي إلى أن الأمريكيين غير راضين عن تعامله مع الاقتصاد. ما يقرب من الثلثين يقولون إن الإدارة لا تركز بشكل كاف على التضخم.
ويقول مطلعون على أداء الإدارة، ان بايدن “حاول ان يخبرنا أن التضخم كان “مؤقتًا”، ثم ادعى أنه كان خطأ كوفيد، والآن يحاول بايدن والبيت الأبيض بشكل يائس تحويل اللوم عن أزمة التضخم، وبدلاً من ذلك أطلقوا على التضخم: ارتفاع أسعار بوتين”.
ويعتبر دون كالتشميت ان بايدن “يعرف ان هذه الأعذار هراء… لقد عزز بايدن والديمقراطيون في الكونغرس حرباً على الطاقة المصنوعة في الولايات المتحدة، ومرروا تريليونات الدولارات من الإنفاق المهدر، ورفضوا تقديم إعانة اقتصادية مسؤولة ودائمة للأمريكيين”.
الكاتب: مريم السبلاني