كانت نتائج الانتخابات النصفية الأميركية مفاجئة للأوساط السياسية الإسرائيلية إلى حد كبير. وما كان تأخير تهنئة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لبنيامين نتنياهو بالفوز، إلا ضمن إطار واحد: العلاقات الباردة بين الطرفين. وفي هذا الصدد، يأتي الهجوم الأخير للمتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، الذي قال بأن احياء ذكرى “الحاخام مثير كهانا” هو “احتفال بإرث منظمة إرهابية وهو أمر مقزز”. فيما اعتبرت صحيفة يديعوت أحرنوت ان “السؤال الأول الذي يتعين على محيط نتنياهو القريب أن يتصدى له هو: كيف تقام علاقات وجودنا الحرجة مع الولايات المتحدة في ضوء ما سيحصل هنا”.
النص المترجم:
عقّب الناطق بلسان وزارة الخارجية الأميركية بلغة غير دبلوماسية على مشاركة ايتمار بن غفير في ذكرى الحاخام مئير كهانا: “الاحتفال بإرث منظمة إرهابية أمر مقزز”. قد نرى في ذلك مؤشراً على ما ينتظر حكومة نتنياهو السادسة، في كل ما يتعلق بعلاقاتها مع أمريكا. فعندما تقف الإدارة الأمريكية ضدك، فلن يتبقى لك إلا الصلاة.
إن نتائج انتخابات منتصف الولاية في الولايات المتحدة، والتي تؤشر إلى ضربة شديدة للجمهوريين الذين أملوا بـ “موجة حمراء” على الديمقراطيين في الكونغرس، تنضم إلى نتائج تشرين الثاني التي وقعت في إسرائيل. السؤال الأول الذي يتعين على محيط نتنياهو القريب أن يتصدى له هو: كيف تقام علاقات وجودنا الحرجة مع الولايات المتحدة في ضوء ما سيحصل هنا.
نتنياهو، الذي تمكن في الماضي من المناورة بين الديمقراطيين والجمهوريين وحظي بإنجازات مذهلة، سيكون مطالباً بإيجاد ورقة أخرى. فمجال الصدام الذي ستقع فيه المواجهات بين القدس وواشنطن سيرتبط أغلب الظن بنية حكومة يمينية كاملة استئناف البناء في شمال السامرة حول حومش، وتسويغ بؤر استيطانية أقيمت في قلب الضفة، وضم الخان الأحمر وربما تغيير الوضع الراهن في الحرم. يعتزم سموتريتش وبن غفير تنفيذ وعودهما لناخبيهما، ونأمل أن يتصرف نتنياهو بشكل مختلف.
“هل انتعشتم؟” هكذا رماها لي أحد ما في المتنزه في تل أبيب. لم أتمكن من الرد، وأردت أن أقول له إن إبداء القلق مسموح. وقع شيء ما عندنا، ومسموح التفكير بمدى التفكير الذي تمتع به المنتصرون.
مرت عشرون سنة على رحيل البروفيسور إيهود شبرنسيك، الذي توقع في كتبه ومقالاته صعود اليمين المتطرف عندنا، والذي سيصبح محركاً لإجراءات الحكومة.
في الأسبوع الماضي، جرى في جامعة رايخمن حدث أحيا عمل سبرنسيك. “المصيبة الكبرى للسياسة الإسرائيلية في عهدنا هي فقدان الخجل”، قال سبرنسيك في محاضرة ألقاها في حينه. “السياسي الإسرائيلي الحالي بشع – لأنه لا يخجل من جهله، بكراهيته، بخدعه، بتشهيراته وبلسانه السليط. والمواطن الإسرائيلي ملزم بأن يخجل اليوم عن زعمائه”. فكرت ماذا كان سيقول سبرنسيك الآن حين يوشك بن غفير وسموتريتش على احتلال مكانيهما في الكابينت السياسي الأمني. انه محزن.
علّقنا في بيتنا شيئاً اشتريناه من لندن: رسمة لزجاجات مشروب كحولي، على طاولة خشب مهغوني: الرسام ونستون تشرتشل. هذا الأسبوع قرأت أن بعض رسوماته بيعت بمئات آلاف الدولارات في دور المزاد. تشرتشل، الذي بدأ يرسم في سنة 48 أصدر نحو 500 رسمة، 100 منها على الأقل منحها كهدية. “صوري سيئة جداً من أن تباع، وهي في الوقت نفسه غالية عليّ ولهذا سأبقيها عندي”، قال. “أفضل أن أرسم مشاهد وليس صوراً لأشخاص، لأن الشجرة لن تشكو أبداً إذا ما رسمتها بشكل غير دقيق”.
نتائج الانتخابات تطرح أسئلة عديدة، يتعلق أحدها بوجود مشترك بين اليهود والعرب في الكيان الجغرافي الذي نعيش فيه. كتبت الشاعرة زلدا قصيدة سياسية واحدة فقط “الهدنة” التي وصفت فيها مخرباً أنقذ أسيراً إسرائيلياً من مخربين أرادوا الفتك به: “كلاهما عرف أن هذه ليست كل الحقيقة، بل هدنة في جزيرة خضراء. الجزيرة التي هي خارج كل قومية وكل أصل. فتح السلام عينيه في إحدى مغر هذه الجزيرة”.