صحيفة النهار
فيما يشهد اللبنانيون اليوم “الحلقة” الثامنة من فصول تحويل الجلسات الانتخابية لانتخاب رئيس الجمهورية الى ملهاة مؤسفة باتت تشكل اشد ادانة صافعة لمجلس النواب وكل القوى السياسية والكتل النيابية السائرة في ركب مسخ الأصول الدستورية، ترصد الأوساط الديبلوماسية بدقة ما ستكون عليه “حصة” لبنان من زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للولايات المتحدة، باعتبار ان الملف اللبناني سيمر بالتأكيد عبر محادثاته مع الرئيس الأميركي جو بايدن .
وفي انتظار ما اذا كانت ستتوافر معطيات دقيقة عن هذه المحادثات البارزة، كشفت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين التي ترافق الوفد الفرنسي الى واشنطن نقلا عن مصادر فرنسية مطلعة ان الرئيس الفرنسي ماكرون سيعقد اجتماع بغداد – 2 في عمان برئاسة مشتركة مع العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين والذي يضم قادة دول المنطقة ومن بينهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وذلك ما بين 20 كانون الأول الحالي و22 منه، وسيتوجه ماكرون الى لبنان خلال وجوده في المنطقة لبضع ساعات لزيارة الجنود في الوحدة الفرنسية العاملة ضمن قوة اليونيفيل في الجنوب اللبناني .
وستتخذ هذه الزيارة الخاطفة ابعادا بارزة عشية الميلاد لجهة تظهير الرسالة التي يريد ماكرون ارسالها الى اللبنانيين حيال أولوية حل الازمة الرئاسية.الجلسة الثامنةاما في المشهد الداخلي فتنعقد الجلسة الثامنة اليوم لانتخاب رئيس الجمهورية وسط دوامة العبث نفسها التي تحكمت بالجلسات السبع السابقة، اذ لا شيء يشير الى أي تبديل في مناخات ازمة الفراغ الرئاسي فيما تطغى على الداخل القضايا المالية والاجتماعية وسيكون اليوم موعدا لرصد انعكاس بدء تنفيذ اعتماد السعر الجديد للدولار الجمركي بـ 15 الف ليرة.
ومع ذلك لم تختف معالم الحرارة من الأجواء التي تسبق الجلسة الانتخابية اذ بدا لافتا ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط انبرى لانتقاد رافضي الحوار مع “حزب الله” وقال :”هناك من قال ان لا فائدة من الحوار مع حزب الله وهذا امر عبثي، اذ علينا ان نحاور كل الفرقاء للوصول الى انتخاب رئيس يملك مواصفات معالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية ، اما ان نراهن على الفراغ فنحن نرى كيف ان البلاد تغرق في كل يوم. لقد غرقت منطقة جونية بالسيول وليس هناك دولة. فالاستمرار في المراهنة على الفراغ وعلى الشلل في كل المجالات امر عبثي “.
مجلس الوزراء
وسط هذه المناخات يتهيأ رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي للدعوة الى عقد اول جلسة لمجلس الوزراء بعد بدء الفراغ الرئاسي وتولي الحكومة صلاحيات رئاسة الجمهورية بالوكالة. ولم يحدد ميقاتي بعد موعد الجلسة المنتظرة مع ترجيح عقدها الاسبوع المقبل، وهو ينطلق من قاعدة ان الضرورة القصوى حيال اكثر من ملف تستدعي عقد جلسات وزارية لاصدار رزمة من المراسيم والاعتمادات تتعلق بالصحة والمستشفيات وقطاع الاتصالات والتشريع الجمركي. ويبدو واضحا ان ميقاتي يحظى بدعم كتل نيابية عدة على رأسها الرئيس نبيه بري ولذا يتوقع حضور جميع الوزراء الجلسة “انطلاقاً من المصلحة الوطنية التي يجب ان تكون الخيار الاول عند سائر الافرقاء الممثلين في الحكومة على اساس ان البلد لا يتحمل المزيد من الازمات والانهيارات وان مصلحة المواطنين يجب ان تكون في مقدم الأولويات”. وافيد ان ميقاتي لم يتبلغ اي موقف سلبي من اي من الوزراء المحسوبين على الفريق العوني بأنهم سيتغيبون عن المشاركة في الجلسة. وهو يرد على احتمال تغيب وزراء عن الجلسة بقوله “من يتغيب عليه تحمل المسؤولية “.
وبرز تطور لافت امس مع تسلم ميقاتي دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لحضور القمة العربية الصينية التي تستضيفها المملكة في مدينة الرياض في التاسع من شهر كانون الاول. وقد تسلم ميقاتي الدعوة من سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري الذي زاره في السرايا الحكومية. وإكتفى بخاري بعد الزيارة بالقول: “جرى خلال اللقاء تأكيد العلاقات الثنائية بين البلدين وشددت على أهمية المضي في البرنامج الاصلاحي للحكومة وخارطة الطريق الموضوعة من قبل صندوق النقد الدولي واستكمال الاصلاحات بالتعاون مع مجلس النواب”.وفي سياق بارز اخر رأس ميقاتي إجتماعا لـ” اللجنة الوزارية لمتابعة عودة النازحين السوريين الى بلادهم بأمان”بعد ظهر امس في السرايا. واعلن رسميا انه “تم خلال الاجتماع الاتفاق على الموقف الموّحد الذي سيبلغ غدا (اليوم) الى المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي” .في السياق النيابي أيضا دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى عقد جلسة عند الساعة 11 من قبل ظهر يوم الاربعاء الواقع في 7 كانون الاول 2022 وذلك لدرس اقتراح وادعاء الاتهام في ملف الاتصالات .
وعُقدت امس جلسة جديدة للجان النيابية المشتركة لمتابعة المناقشة في مشروع قانون الكابيتال كونترول حيث علا في مستهل الجلسة الصراخ داخل القاعة بين نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب والنائب جميل السيد على خلفية حديث بو صعب اول من أمس الذي قال فيه إنّ عدداً من النواب لا يريد القانون وعدد آخر لا يريد مناقشته. واعتبر السيد أنّه لا يحق له قول ذلك، قائلاً “القانون أشبه بالبذة، يمكن تعديل مقاساتها وليس إعادة تفصيلها من جديد”.
وبعد الجلسة، قال بو صعب ان “الهدف الاساسي هو درس البنود بندا بندا والنقاش يشق طريقه بالاتجاه الصحيح واليوم المادة الثالثة المتعلقة باللجنة التي ستتولى مراقبة تطبيق قانون الكابيتال كونترول أخذت كل الوقت تقريبا. اضاف: البندان العالقان هما تحديد الاموال الجديدة والدعاوى المقدمة ضد المصارف ونشدد على حماية حقوق المودعين”.من جانبه، أشار المرشح الرئاسي رئيس “حركة الاستقلال” النائب ميشال معوض، إلى أنه طالب الحكومة “بمناقشة خطة توصلنا للاتفاق مع صندوق النقد الدولي لكي نحمي حقوق المودعين، وتوصلنا إلى أن الخطة ليست من صلاحيات مجلس النواب” كاشفا أن “السلطة تحاول تضييع المواطنين بالتفاصيل، إذ تتّبع مسارا واضحا يقضي بتغييب العدالة والتهرب من المساءلة”.
وجدد التأكيد أن “الاتفاق مع صندوق النقد يجب أن يكون من خلال الاصلاح وليس من خلال قضم أموال المودعين”. وشدد على اقرار قانون الكابيتال كونترول معدلا، بعد هيكلة المصارف، “فإقراره بصيغته الحالية يسمح بالانقضاض على أموال المودعين وشطبها. ولن نقبل به أبدا بصيغته الحالية”.كيوسك : ميقاتي يتهيأ لدعوة مجلس الوزراء الأسبوع المقبل ولا مؤشرات رفض وزارية للجلسة حتى اليوم.اليوم بدء تنفيذ اعتماد الدولار الجمركي الجديد وجلسة اللجان تشهد سجالا حول الكابيتال كونترول .