قرأت أوساط التحليل العسكرية العبرية في الجولتين الأخيرتين في قطاع غزّة (الأولى رد المقاومة على اعتداء شرطة الاحتلال على المسجد الأقصى وروّده، والثانية في الرّد على اغتيال الأسير خضر عدنان شهر)، تراجعًا في “ردع” جيش الاحتلال وعدم قدرة مستويات الاحتلال على توسيع دائرة المواجهة مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزّة، بسبب عدم قدرة الجبهة الداخلية على الصمود، خاصة في ظل أكبر أزمة انقسامات بين مكوناتها.
فيما يرى المحلل في صحيفة “معاريف” العبرية، تل ليف رام، أنّه “ما يبدأ بتصعيد أمني في الضفة، في السجون أو في المسجد الأقصى، سيؤدي آجلا ام عاجلا، بأن تصل الأمور الى مرحلو التصعيد الكبير – الحرب – بين إسرائيل وقطاع غزّة… ثمّ إنّ مواجهة في غزة كفيلة بأن تؤدي الى تحديات كبيرة اخرى في جبهات أخرى لا سيما الجبهة الشمالية مع حزب الله”، متسائلًا عن جهوزية رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي والخطط العملياتية في الجيش للتعامل مع هذا السيناريو.
المقال المترجم:
يسعى الفلسطينيون لان يجعلوه من خضر عدنان الذي توفي كمضرب منتظم عن الطعام لمدة 87 يومًا رمزًا حول إحدى المسائل الأمنية الاكثر حساسية – السجناء.
كنشيط في الجهاد الإسلامي اعتقلته قوات الامن 13 مرة وسجن 10 مرات، ومنذ العام 2005 برز اسمه في الاضراب عن الطعام، وهو بالضبط رمز الكفاح الذي تسعى منظمات الفلسطينية الى استخدامه، وانطلاقًا من ذلك ستكون الايام القادمة متوترة جدًا من ناحية الأمنية.
احتمال كبير أن تتعاظم في الايام القادمة محاولات تنفيذ عمليات إطلاق نار في الضفة من جانب المجموعات المسلّحة، وخاصة التابعة للجهاد الاسلامي، التي تسعى لان تستغل هذا الحدث من أجل خلق تصعيد أكبر في الميدان. هناك احتمال كبير أيضًا أن تنفّذ عمليات فردية على شكل عمليات دهس، طعن أو إطلاق نار، مثلما في حالات عديدة في السنة الماضية.
يمكن أن نفترض أيضًا بأنه في قطاع غزة ستسعى المنظمات لمواصلة إطلاق الصواريخ من القطاع تضامنًا مع السجناء في السجون في الايام القادمة، لكن ليس بالضرورة أن يؤدي ذلك في هذه المرحلة الى تصعيد كبير. لكنّ استمرار التصعيد الامني في الضفة كفيل بان يؤدي في نهاية المطاف الى مواجهة في غزة أيضا مثلما سبق أن حصل مرات عديدة منذ فك الارتباط قبل 18 سنة (الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزّة عام 2005).
ما يبدأ بتصعيد أمني في الضفة، في السجون أو في المسجد الأقصى، سيؤدي آجلا ام عاجلا، بأن تصل الأمور الى مرحلو التصعيد الكبير – الحرب – بين إسرائيل وقطاع غزّة، وهذه ما يتطلب من الجيش الاسرائيلي أن يكون جاهزًا لها. في الاشهر الاربعة الاخيرة كان ممكنا تشخيص ميل تعاظم واستئناف نار الصواريخ من القطاع ردًا على أحداث شاذة تقع في جبهات اخرى، وغن كان هذا لا يزال ليس ميلًا واضحًا، لكنه ميل يؤشر الى الاتجاه.
حرب في غزة أو حملة كبيرة، حتى لو لم تقع صباح غد، هي السيناريو الاكثر معقولية الذي يواجهه رئيس الاركان هرتسي هليفي كتحدٍ مركزي لولايته. ثمّ إنّ مواجهة في غزة كفيلة بأن تؤدي الى تحديات كبيرة اخرى في جبهات أخرى حيث لا شك لدى جهاز الأمن أنه في كل حملة كبيرة في الجنوب ستتحدى اسرائيل تهديدات أمنية أخرى في الساحة الشمالية ايضًا.
رغم ذلك فان امكانية ان تؤدي مواجهة واسعة في الجنوب الى حرب في الساحة الشمالية مع حزب الله ايضا، صحيح حتى الان ليست السيناريو المعقول أو المتصدر، لكنه الامكانية الخطيرة التي يتعين على الجيش وجهاز الامن أن يكونا مستعدين لهما بالخطط، بالتدريبات وبالتأهيلات العملياتية.
المصدر: معاريف