كشف قرار جامعة الدول العربية القاضي بعودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة عن تراجع إضافي في نفوذ الولايات المتحدة الأميركية التي عبّرت عن امتعاضها من القرار رغم محاولة تلطيف وقعه عليها بزعم أنه “للضغط على الرئيس بشار الأسد من أجل حل للأزمة السورية”.
وفي هذا السياق، أكّدت وكالة “بلومبرغ” الأميركية أنّ قرار جامعة الدول العربية المتعلق بعودة مقعد سوريا “يتجاهل التحفظات الأميركية ويعكس تراجع نفوذ أميركا في المنطقة”.
وأشارت الوكالة الأميركية في تقرير نشرته اليوم الاثنين إلى “الاستعداد المتزايد بين الحلفاء لتشكيل مسار سياسي خاص بهم، وبناء علاقات استراتيجية أقوى مع خصوم الولايات المتحدة”.
وانتقدت الخارجية الأميركية قرار عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، بقولها: “إنّ دمشق لا تستحق هذه الخطوة”، مشكّكة برغبة الرئيس السوري في حل الأزمة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية الأحد “إن الولايات المتحدة تعتقد أن الشركاء العرب يعتزمون استخدام التواصل المباشر مع الرئيس السوري للضغط من أجل التوصل إلى حل للأزمة السورية التي طال أمدها وأن واشنطن تتفق مع حلفائها على “الأهداف النهائية” لهذا القرار”.
وبالرغم من هذا الموقف رأت وكالة “بلومبرغ” أنّ قرار الجامعة العربية “قد يكون أيضًا انتصارًا لإيران وروسيا اللتين دعمتا الرئيس السوري بشار الأسد عسكريًا ولكنهما بحاجة إلى مساعدة إقليمية لإعادة تأهيله دبلوماسيًا، والمساعدة في نهاية المطاف في إعادة بناء بلد مزقته الحرب التي أدت إلى نزوح الملايين” (بحسب تعبيرها).
وكان وزراء خارجية الدول العربية أعلنوا موافقتهم في اجتماعهم الاستثنائي أمس الأحد على عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية.
وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية جمال رشدي “إنّ الجامعة العربية تبنّت قرار عودة سوريا إلى مقعدها”.
كما أكّد مجلس جامعة الدول العربية في البيان الختامي الصادر عنه استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعاته، وذلك بعد 12 عامًا على تعليق عضويتها.
وأعلن البيان أنّه تقرر “استئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها”، موضحًا أنّ القرار يسري العمل به اعتبارًا من 7 أيار/ مايو الجاري.
وبعد عودتها إلى الجامعة العربية، أكّدت وزارة الخارجية السورية “أهمية الحوار والعمل المشترك لمواجهة التحديات التي تواجهها الدول العربية”، مضيفةً أنّ “المرحلة المقبلة تتطلّب نهجًا عربيًا فاعلًا على الصعيدين الثنائي والجماعي على قاعدة الحوار والاحترام والمصالح المشتركة”.
وتابعت الخارجية السورية في بيان أنّ “سوريا العضو المؤسس لجامعة الدول العربية تجدّد موقفها المستمر بضرورة تعزيز العمل والتعاون العربي المشترك”.
ولفتت الوزارة إلى أنّ دمشق تلقّت باهتمام قرار مجلس الجامعة باستئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات المجلس، والأجهزة التابعة له.
وكان المتحدّث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة كشف في وقت سابق أنّ قرار إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية قد يتم اتخاذه الأحد، مشيرًا إلى أنّ الاجتماع في ملف رفع تعليق مقعد سوريا في الجامعة ومشاركتها في القمة العربية المقبلة المقرر انعقادها في العاصمة السعودية الرياض في 19 أيار/مايو الجاري.