منذ اكتشاف النفط والذهب في السودان في سبعينيات القرن الماضي، كانت البلاد دائمًا مسرحًا لشكل من أشكال الصراع، مع فترات هدوء نسبي. لكن المعارك التي يشهدها السودان هذه الأيام مختلفة. اذ إنها المرة الأولى التي يجري فيها القتال في عاصمة البلاد، الخرطوم، بين طرفين ينتميان نظريا إلى الحكومة ذاتها، وهما قائد قوات الدعم السريع محمد دقلو المعروف بـ “حميدتي”، وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان. من هنا تُطرح أسئلة حول وجود أيادٍ خارجية “إقليمية” ودولية تغذي هذا الصراع لتحقيق مصالحها الخاصة.
ونظرًا لهذه الموادر المهمة التي تحتضنها السودان، الى جانب الأهمية الاستراتيجية للقرن الأفريقي (الذي يشمل جنوب السودان)، وعلى جدول أعمال النقاش السياسي الإسرائيلي. اهتمت “اسرائيل” بجنوب السودان على مدى عقود. ثمّ استفادت من مرحلة كان الواقع العربي منفتحًا على التطبيع، وقد انخرطت الخرطوم أيضًا في دائرة هذه العلاقات منذ العام 2020.
في هذا السياق، يستعرض تقدير الموقف الصادر عن “مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية”، أعمال التخريب الاسرائيلية في تلك الدولة الافريقية. فيشير الى وجود الموساد منذ خمسينيات القرن الماضي وزرع عناصره لأهداف عدّة، كان من بين أهمها فصل جنوب البلاد عن الدولة المركزية، والاستفراد به ليكون واحة خصبة لمخططات الغرب و”اسرائيل”. وعام 2015 أصدر الموساد كتابًا بعنوان “مهمة الموساد في جنوب السودان”، يزعم فيه ما أسماه “الانتصار الاسرائيلي” في انفصال جنوب السودان عن الدولة. وتضمن الكتاب ملامح وأبعاد دور الكيان وأبرز الأدوات التي استخدمها لتحقيق ذلك.
يقدّم هذا البحث تحت عنوان “أصابع الاخطبوط الاسرائيلي في السودان”، تغلغل الأيادي الاسرائيلية حسب الترتيب الزمني والمرحلي في القرن الماضي منذ عدوان الاحتلال على حركة جمال عبد الناصر في مصر. وصولًا الى أحداث اليوم في السودان، التي يلعب فيها الاحتلال على التناقضات الدخلية لضمان الحفاظ على المصالح في البلاد. وبحسب موقع والاه العبري فإنّ الاحتلال يستغل الشخصيات السودانية، فيعمل مرّة مع البرهان في شؤون التطبيع منذ العام 2020، ومرّة مع “خصمه” حميدتي في قضايا الأمنية.
يشمل البحث العناوين الآتية:
_ محطات وتقلبات السياسية الاسرائيلية في السودان
_ السودان على مشرحة التخريب (الدور الاسرائيلي في تخريب السودان)
_ دور الموساد في التخريب
_ المخططات الاسرائيلية للمستقبل في السودان
_ الدور الاسرائيلي في الاضطرابات الأخيرة
ليخلص الى أنّ “مخططات الساسة ومراكز الفكر الاسرائيليىة والأمريكية بشأن السودان تأتي في إطار مخططات لاستهداف كافة الدول العربية عبر آلية التقسيم والتفتيت والحروب الأهلية”.
تقدير الموقف