بديع :النظام المغربي رمى النساء والشيوخ والأطفال من الطائرات وهم احياء على مخيمات النزوح.
ارضعنا الاطفال الصحراويين ماء العدس المغلي بسبب جفاف صدور الامهات من الجوع .
خير بك: ستشارك المرأة السورية الى جانب اخواتها في احتفالات تحرر الصحراء الغربية.
• بيروت – خاص
شاركت اللجنة العربية للتضامن مع الشعب العربي الصحراوي في احتفالات ابناء الصحراء الغربية في المدن المحتلة ومخيمات العزة والكرامة وفي الشتات احتفالاتهم في الذكري الخمسين لانطلق الكفاح المسلح للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، من خلال سلسة من الندوات عبر خدمة الخاطب المرئي “الزوم” وكانت ندوة الامس بعنوان ” الدور النضالي للمرأة الصحراوية خلال مسيرة الثورة” وشاركت فيها من الاراضي الصحراوية وزيرة ترقية المرأة في الحكومة الصحراوية سويلمة بيروك ، ومن لبنان ايقونة الثورة الصحراوية ليلى بديع ، ومن الاردن امين سر اللجنة العربية للتضامن مع الشعب الصحراوي المناضلة هيفاء مساعدة ، ومن المخيمات الامينة العامة للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية الشابة السيني ، ومن الجزائر عضو المكتب التنفيذي في اللجنة العربية فاطمة الزهراء خليفة ، ومن اليمن إيناس البيضان ، ومن اسبانيا المناضلة الصحراوية أمباركة حمودة .
افتتح هذه الندوة رئيس اللجنة العربية للتضامن مع الشعب الصحراوي محمود الصالح ، الذي اكد على المعاني والدلالات الكبيرة لنضال المرأة في مسيرة الكفاح المسلح لجبهة البوليساريو ، والتي اضطلعت بمهام كبيرة سواء في العمليات النضالية الى جانب ابطال الجيش الوطني الصحراوي ، او من خلال دورها الاجتماعي والإداري والاقتصادي في بناء وإدارة مؤسسات الدولة ، حيث سدت الفراغ الذي تركه الرجل الذي تفرغ للكفاح المسلح ، واستطاعت ان تحقق انجازات كبيرة في جميع مناحي الحياة .
وزير ترقية المرأة الصحراوية سويلمة بيروك قالت : نسجل الشكر الكبير للجنة العربية للتضامن مع الشعب الصحراوي على هذه الخطوات التي تقوم فيها لدعم القضية الصحراوية ، والتي تأتي هذه الندوة كإحدى اشكالها ، ورغم مشاغلنا الوظيفية اثرت المشاركة في هذه الندوة المميزة ، لان الحديث عن الدور النضالي للمرأة الصحراوية ، هو حديث كبير جدا ، ونحن كأبناء للشعب الصحراوي نهتم جدا بتسليط الضوء على الدور النضالي للمرأة الصحراوية ، ودورها النضالي في جميع مراحل ثورتنا العظيمة ، ونتمنى في المرحلة القادمة ان تحظى القضية الصحراوية بدعم اكبر من بناء العروبة .
ايقونة النضال الصحراوي ليلى بديع من لبنان استذكرت البدايات الاولى للثورة ، كونها كانت من رعيلها الاولى الى جانب الشهيد الولي مؤسس جبهة البوليساريو . وقالت : كانت الانطلاقة الحقيقية للثورة من خلال العملية البطولية في “الخنكة” ، وكم كانت فرحتي عظيمة ان ذاك عندما نجح الثوار في اخراج المعتقلين من سجن “الخنكة” وكانت عملية نوعية مميزة في تاريخ النضال الصحراوي ، وأضافت بديع ان المرأة الصحراوية كانت منخرطة في الثورة منذ الايام الاولى ، حيث كان الشهيد الولي يجول على البيوت الصحراوية ، والى جانبه الكثير من الصحراويات ، لان المرأة الصحراوية كانت تريد التخلص من ذلك المستعمر الاسباني . وأكدت بديع ان المرأة الصحراوية ارضعت اولادها معاني الكفاح والفداء مع حليبها منذ نعومة اظافرهم ، وعملت على تربيتهم التربية الصالحة المنتجة للفرد والمجتمع ، حيث عودتهم ان لا يعودوا الى خيمتهم إلا بما يفيد حياتهم . وذكرت بديع ان المحتل المغربي قام في بداية الثورة برمي النساء والأطفال والرجال من ابناء الشعب الصحراوي من الطائرات وهم احياء فوق اخوتهم في المخيمات في صورة مرعبة جدا تؤكد على همجية ووحشية هذا المحتل ، ودعت بديع ابناء الشعب الصحراوي الى عدم نسيان هذا المآسي لأنها الدافع الى استمرار الثورة حتى الانتصار والتحرير. وأوردت بديع بعض صور صمود المرأة الصحراوية عندما فقدت المخيمات الغذاء ، وتعرض الاطفال الرضع للموت بسبب جفاف صدور الامهات من الحليب ، حين قامت بديع بسلق العدس وأرضعت الاطفال من ماء العدس المسلوق .
العميد الركن عدنه خير بك من سورية قالت : نتحدث اليوم عن معاني نضال المرأة الصحراوية تجاه العدوان المغربي ، الذي لا يختلف عن العدوان الصهيوني في فلسطين المحتلة ، ونستذكر دور المرأة الصحراوية في الاعمال المدنية والعسكرية ، والدور الاجتماعي الذي قامت به لتعويض غياب الرجل المتفرغ للكفاح المسلح ، وبينت خير بك ان العدو في المغرب هو ذاته في فلسطين ، والعملاء هم ذاتهم في كل مكان ، ونحن اليوم امام صورة واحدة للمرأة العربية في الصحراء الغربية وفي سورية وفي كل ساحات النضال . وأشارت خير بك الى اننا على ايمان تام اننا اصبحنا اقرب مما يتصور الجميع من تحقيق النصر في الصحراء الغربية ، و نساء سورية على استعداد لحمل السلاح الى جانب اخواتهن في الصحراء الغربية وستشارك المرأة السورية في احتفالات النصر العظيم الذي سيتحقق في الصحراء الغربية .
الامينة العامة للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية الشابة سيني قالت : ناضلت المرأة الصحراوية بالشكل الذي استطاعت اليه سبيلا ، ولكن الاساس الذي وضعته نصب عينيها هو تحرير الارض لأنه لا كرامة ولا وجود للإنسان بدون سيادة على ارضه ، وقد ناضلت المرأة الصحراوية منذ الاحتلال الاسباني ، وكانت صاحبة الرسالة الخالدة في هذه المسيرة النضالية . لقد عاشت المرأة الصحراوية مأساة طويلة ، فقد تعرضت للقنابل المحرمة دوليا “الفوسفور” في تفاريتي وأم دريكة ، ولم تحظى بالأمان حتى وصلت الى ارض الجزائر حيث مخيمات العزة والكرامة . وأضافت سيني ان هذه المبادرة من اللجنة العربية تعتبر فاتحة خير لمزيد من التضامن العربي مع قضية الشعب الصحراوي . ونوهت الامينة العامة الى ان المرأة الصحراوية كانت السند الحقيقي للمقاتل الصحراوي في جبهات القتال ، وكانت صاحبة دور كبيروبارز في المخيمات ن حيث قامت ببناء مؤسسات الدولة بكل تفاصيلها من المشافي الى المدارس والمراكز الخدمية ، وفي الاراضي المحتلة واجهت المرأة الصحراوية ابشع انواع الظلم والقهر من المحتل المغربي ابتداء من الاختطاف الى الاغتصاب الى التهجير والحصار ، والمناضلة سلطانة خيا وأهلها خير مثال على ذلك .
هيفاء مساعدة من الاردن قالت : بقدر ما تمسكت المرأة الصحراوية بكفاح شعبها وعدالة قضيتها ، فقد نجحت في معركتها في البناء ، حيث ابهرت العالم بقدرتها على صنع الحياة اعتمادا على قوتها وصبرها وروح التحدي التي تتميز بها المرأة الصحراوية . وانخرطت في بناء المجتمع المدني ، وما شهدناه خلال زياراتنا للمخيمات يثير الدهشة لقوة وعظمة المرأة الصحراوية التي عملت في الوزارات والإدارات والبيت ، وعوضت غياب الرجل المنخرط في معركة الكفاح المسلح .
ايناس البيضان من اليمن قالت : نحن كنساء نفتخر ونعتز بكل امرأة لها دور وكيان في مجتمعها ، وكان للمرأة الصحراوية دور كبير في صنع ثورة التحرير المجيدة ، علما ان المرأة الصحراوية تعرضت لأشد حالات العنف ، ولكنها كانت دائما قوية بالعطاء ، وقد اثبتت قدرتها في النضال والتضحية في جميع قطاعات الحياة ، وكان لها دور راسخ في مجالات الطب والتربية ، وتولت اعلى مناصب الدولة ، وعملت على بناء المجتمع ، والمشاركة في ادارة امور البلاد في الداخل والخارج ، في ظل اقسى وأصعب الظروف ، وبقيت المرأة الصحراوية الام المعطاء والأخت والابنة والصديقة ، ونحن نساء اليمن نعتز ونفتخر بالمرأة الصحراوية ودورها النضالي للتخلص من الاحتلال.
الدكتورة جنات التميمي من العراق قالت : من خلال معرفتي الوطيدة بالكثير من النساء الصحراويات ، فهن صاحبات فكر وذكاء وقدرة كبيرة على التحدي ، ولديهن خبرة في التاريخ والحاضر ، ودراية على بناء المجتمع والبنى التحتية ، والمحافظة على الاسرة خصوصا في ظل الظروف القاهرة التي تعيشها المرأة الصحراوية ، وتتميز المرأة الصحراوية بالإبداع والشغف لتحقيق الامان والاستقرار ، ولديهن امل كبير بالمستقبل ، ولم يتمكن اليأس من نفوس النساء الصحراويات . تعمل المرأة الصحراوية على بعث روح الحياة في اسرتها ، وتسعى لتعميق الثقة بالنفس لدى اولادها ، لذلك فان المرأة الصحراوية قيادية بالرغم من كل الظروف التي تعانيها ، ويمتاز المجتمع النسائي الصحراوي بوجود روح العمل الجماعي وخاصة في المخيمات ، ولا يمكن ان تلمس أي اثر للأنانية بين النساء الصحراويات.
فاطمة الزهراء خليفة من الجزائر قالت : نجتمع اليوم بقلب واحد محب للصحراء الغربية وشعبها ، نحن في تندوف في الجزائر نتقاسم كل شيء مع ابناء الشعب الصحراوي ، اننا ندعم حق هذا الشعب في استعادة ارضه والتحرر من الاحتلال المغربي الذي ينتهك كل القوانين الدولة والإنسانية بمواجهة الشعب الصحراوي ، ونحن في الجزائر نؤمن ان الصحراء غربية وليست مغربية .
الدكتورة أمباركة حمودة مناضلة صحراوية مقيمة في اسبانيا قالت : لا يمكن ايجاز نضال المرأة الصحراوية بكلمات ، لأنه نضال مرير ومتعدد الاوجه والجبهات ، حيث تناضل المرأة الصحراوية كل في موقعها ، في المهجر والمخيمات والأراضي المحتلة .المرأة الصحراوية ناشطة في جميع المجالات الثقافية والإنسانية والتربوية ، وتعمل في مبادرات لإبراز هذه القضية التي عمّرت طويلا ، ونحن نؤمن اننا اصحاب حق شرعي وستعود لنا ارضنا محررة من الاحتلال ، بالرغم من وقوف الكثير من دول العالم مع النظام المغربي وفي مقدمتها اسرائيل ، لكن قوة الارادة والتصميم لن تنكسر بين كل الاجيال ، ونتمنى ان تكلل جهود اللجنة العربية بالنجاح في مساندة الشعب الصحراوي .