من أبرز وأهم المحطات التي حصلت خلال معركة سيف القدس، هو ما حصل في مدينة اللد المحتلة من الـ 10 حتى الـ 16 من أيار / مايو للعام 2021، وكان عنوانها فقدان كيان الاحتلال السيطرة بالكامل على هذه المدينة، لصالح الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل، وهو ما لم يحصل منذ نشوء الكيان عام 1948.
فبسبب الاعتداءات الإسرائيلية في حي الشيخ جراح وفي المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة، انتفض فلسطينيو الأراضي المحتلة عام 1948 في كل المدن، لا سيما في مدينة اللد. فقام بتدمير كاميرات المدينة واقتلاع لافتات الطرق وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة وإطلاق النار، وإضرام النار في كل ما يتعلق بالإحتلال، مثل مدرسة ماعوز العسكرية، والمؤسسات الاستيطانية العامة، ومنازل المستوطنين، والسيارات الخصوصية وسيارات الشرطة.
وفي الليلة الأولى، أطلق أحد المستوطنين النار على مجموعة من الشباب الفلسطيني، فاستشهد واحد منهم. وفي اليوم التالي، أصيب مستوطن في رأسه جراء رشقه بالحجارة، فقتل متأثرا بجراحه بعد أسبوع.
وفي الأيام التالية، تصاعدت التوترات في المدينة، ووصل مستوطنون من مناطق مختلفة، بعضهم من نشطاء اليمين المتطرف، إلى مدينة اللد لحماية المستوطنين الآخرين، لكنهم لم يستطيعوا فعل شيء.
ففي ظل كل هذه الأحداث، فقدت الشرطة في تلك المدينة السيطرة، ولم تستطع استعادتها، إلا بعد أيام من وصول قوات ما يعرف بحرس الحدود، وإعلان حالة الطوارئ وفرض حظر تجول ليلي في المدينة. وكتب “مراقب الكيان” بعد انتهاء معركة سيف القدس، بأنه تم اكتشاف أوجه قصور وظيفية كبيرة في الشرطة وفي نظام الاستخبارات، لا سيما في إطار ممارستها لمسؤوليته في توفير الإنذارات بالحوادث، فلم تكن الشرطة مستعدة لتقديم استجابة عملياتية مناسبة.