معركة القصير هي معركة عسكرية بين الجيش السوري وحزب الله من جهة وقوات المعارضة السورية أهمها الجيش السوري الحر وجبهة النصرة من جهة أخرى، وقد استمرت 18 يوماً وانتهت بسيطرة الجيش السوري على المدينة.
سير المعركة
تمّ دكّ آخر جيوب مسلحي العارضة وجبهة النصرة، وتحديد مخابئ آمري المجموعات الأساسية وضربها وتدمير غرفة العمليات المركزيّة لمقاتلي جبهة النصرة الذين يقودون المعارضة في المدينة، ما أدّى إلى ضرب آليّة التحكّم والسيطرة لهؤلاء المسلحين، كما أفقدهم القدرة على الاتصال والتواصل فيما بينهم. جاء ذلك فيما الحصار المضروب عليهم بدأ يعطي مفاعيله، خصوصاً لجهة الإمداد بالوقود وصولاً إلى ثقل الخسائر البشريّة التي وقعت في صفوف المسلحين. فقد كانت ثمة تقديرات لدى الجيس السوري وحزب الله في اليوم الذي سبق السقوط، بأن عدد قتلى المسلحين قد قارب الألف، فضلاً عن نحو 400 جريح باتوا يشكّلون عامل ضغط كبير عليهم، فيما خلت المدينة من وجود أي مدني بعدما نزح جميع أهلها إلى خارجها. وبوساطة الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط مع قيادة حزب الله، نفّذ نحو ألف مسلّح وجريح عملية هروب غير منظّم من المدينة.
الأهمية الاستراتيجية لمدينة القصير
يمكن السيطرة من القصير كليًا على ريف دمسق الغربي والشمالي الغربي، كما السيطرة على طريق التواصل الحيوية بين دمشق وحمص، وبين دمشق والساحل السوري ذات الثقل العلوي. وقد جاء تحرير القصير بعد إنجاز خطوات عسكرية في الداخل السوري تمثّل بشقّ طريق آمنة ومباشرة بين دمشق ومدينة حلب شمالًا، طريق عسكرية لا علاقة لها بالطريق الدولية السريعة الموجودة أصلًا بين المدينتين، تمرّ كلها في مناطق خاضعة للنظام. وتتجنّب الجيوب القليلة المتمرّدة والتي ما زالت واقعة بين المدينتَين السوريّتين الأساسيتَين. علماً أن عدداً من هذه الجيوب قد تمّت “معالجتها” نهائياً أثناء شقّ الطريق العسكريّة الجديدة. وفي وقت متزامن، تمّ استحداث طريق عسكريّة أخرى بطول نحو 20 كيلومتراً، تربط بين حلب ومطار حلب. وقد شارفت طريق ثالثة على الإنجاز بين حلب والمدينتَين الشيعيّتَين المحاصرتَين من قبل “جبهة النصرة”، النبل والزهراء في ريف حلب أيضاً، ومنهما إلى مطار منغ القريب من الحدود السوريّة-التركيّة. هكذا، تتكشف خطوط النقل والإمداد الكامل، بشرياً ولوجستياً وتسليحاً وعتاداً، وقد باتت مؤمّنة بين كافة المناطق السوريّة الرئيسيّة الخاضعة للسلطات السوريّة. وهو ما ستبدأ ترجمته بعد سقوط القصير في أكثر من اتّجاه. أولاً السيطرة على ريف دمشق والغوطة الشرقيّة وبالتالي إقفال آخر ثغرة في الحدود مع لبنان، في عرسال. بعدها تصير كل الخيارات ممكنة: الانتقال جنوباً في اتّجاه درعا لإقفال الحدود مع الأردن، أو الذهاب شمالاً وصولاً إلى الحدود التركيّة.