وقعت الجمهورية الإسلامية في إيران وروسيا، ممثلين بالرؤساء السيد إبراهيم رئيسي وفلاديمير بوتين، بالأمس الأربعاء، اتفاقاً لتمويل وإنشاء خط للسكك الحديدية بين مدينتي رشت وأستارا شمالي إيران (بقيمة 1.6 مليار يورو)، ليكون جزءا من خطط إقامة ممر نقل دولي يربط بين الشمال والجنوب العالميين.
خط السكك الحديدية هذا، سيكون رابطاً مهماً في الممر الدولي، الذي يهدف للربط بين دول الهند وإيران وروسيا وأذربيجان ودول أخرى، عن طريق السكك الحديدية والبحر. وتقول روسيا بأن هذا الممر يمكنه منافسة قناة السويس المصرية، بوصفه طريقا رئيسيا للتجارة العالمية.
وفي هذا السياق، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن مسار النقل الفريد بين الشمال والجنوب -الذي سيصبح خط سكك الحديد رشت أستارا جزءا منه- سيساهم في تحوّل وتنويع تدفقات حركة النقل العالمية بشكل كبير، وسيسبب باستخدام سياسة تنافسية لتعزيز قدرة قطاع النقل. مضيفاً بأن خط السكك الحديدية -الذي يبلغ طوله 162 كيلومترا على طول ساحل بحر قزوين- سيساعد في ربط الموانئ الروسية على بحر البلطيق بالموانئ الإيرانية المطلة على المحيط الهندي والخليج الفارسي. مبيناً بأن هذا الممر سيساهم بشكل ملموس في توفير الأمن الغذائي في إيران ودول الخليج، معرباً عن أمله بأنه من خلال إنشاء هذا الطريق، سيتم تبادل المواد الغذائية والمنتجات الأخرى بين دول حوض بحر قزوين والخليج الفارسي. وسيجذب الاستثمار والتصدير من المقاطعات الروسية والإيرانية وسيساعد على التوظيف.
وبحسب الرئيس بوتين فإن هذا الممر ما هو إلا بداية للعمل على زيادة الطاقة الاستيعابية للطريق بين الشمال والجنوب، بحيث أوضح أن هناك طرقًا أخرى سيتم تطويرها لاحقًا.
وأشار بوتين إلى أنه تم اتخاذ قرار أساسي بشأن هذا العمل المشترك بين إيران وروسيا خلال مفاوضات رفيعة المستوى في تموز / يوليو 2022، واليوم تم تفعيل هذه الفكرة، التي لها امتداد تاريخي الى ما قبل 20 عاماً.
وشدد بوتين على أن العلاقات بين إيران وروسيا يتم متابعتها على مستوى عال، وروسيا تولي طهران اهتماما خاصا، وأنه يتطلع إلى تطوير العلاقات الثنائية. موجهاً شكره لقائد الثورة الإسلامية قائلاً: “إن قائد جمهورية الإسلامية اهتم دائما بالتعاون بين إيران وروسيا”.
السيد رئيسي: نحو تعزيز دور إيران كبلد للعبور التجاري
أما رئيس الجمهورية الإسلامية السيد إبراهيم رئيسي فقد شكر نظيره الروسي فلاديمير بوتين قائلاً: “بلا شك، تعتبر هذه الاتفاقية خطوة استراتيجية مهمة نحو التعاون بين جمهورية إيران الإسلامية وروسيا الاتحادية. هناك تعاون بين إيران وروسيا في مختلف المجالات، وهذا أحد مظاهر التعاون بين البلدين اليوم”. مبيناً أن تعاون البلدين لن يقتصر عليهما فقط، بل إن ممر الشمال- الجنوب “سيكون مفيدًا لجميع بلدان المنطقة، من شرق وجنوب آسيا إلى القوقاز وشمال أوروبا، سيكون مظهرًا من مظاهر الصداقة والتقارب والتعاون التجاري والاقتصادي بين جميع هذه البلدان، وسيتم إنشاء هذه التعاونات أكثر مما كانت عليه في الماضي”.
وهذا ما يبيّن أن إيران ستذهب الى عقد اتفاقات أخرى في هذا الصعيد، كي تعزز من ميزتها كمحطة عبور استراتيجية بيم الشرق والغرب، وخصوصاً طريق باكستان – إيران – تركيا، وخط سكة حديد الشلمجة – البصرة، وكذلك خط سكة حديد تشابهار – زاهدان وربط بحر عمان والخليج الفارسي بأوروبا ضمن مشروع الصين الاستراتيجي “حزام وطريق”.