بالرغم من التطورات التي حصلت مؤخراً في روسيا، والتي كانت محطّ أنظار واهتمام الكثيرين حول العالم، إلا أن ذلك لم يمنع الجيش السوري بالتعاون مع القوات العسكرية الروسية المتواجدة في سوريا، من توجيه ضربات قوية للمجموعات الإرهابية في ريف إدلب كجسر الشغور وجبل الزاوية.
هذه الضربات الجوية والمدفعية الدقيقة (استخدمت قذائف مدفعية من نوع كراسنوبول الموجهة بأشعة الليزر)، جاءت رداً على الاعتداءات التي نفذتها هذه المجموعات خلال الأيام الماضية على ريفي حماة واللاذقية، والتي راح ضحيتها عدد من المدنيين بين شهيد وجريح، بالإضافة إلى التسبب بحصول أضرار مادية كبيرة في ممتلكات الأهالي هناك. لكنها في سياق آخر، بيّنت بأن القوات العسكرية الروسية في سوريا كما في أوكرانيا، قد استمرت في تنفيذ مهامها بشكل طبيعي، بالرغم مما كانت تقوم به ميليشيا فاغنر في روسيا، وهذا ما يعكس الكفاءة العالية للقادة العسكريين الروس، في التحكم والسيطرة على مختلف الساحات التي يتواجدون فيها أيضاً، رغم التحدي الداخلي الصعب.
وبالعودة الى عمليات الاستهداف الجوي والمدفعي النوعية، فقد أدّت الى مقتل عشرات الإرهابيين وإصابة آخرين، وإلى تدمير مقراتهم ومستودعاتهم ومواقع إطلاق الطائرات دون طيّار، بما فيها من أسلحة وذخائر وطيران مسيّر.
وبحسب بيان وزارة الدفاع السورية، فقد عُرف من القتلى عدد من متزعمي المجموعات الإرهابية ومنهم: عبد الكريم أبو داوود التركستاني، سيف الله أبو عبد الحق التركستاني، مصطفى شيخ الست، عبد الرحمن سعدون، أبو كرّار، محمد سعيد نصوح، رضوان معترماوي- محمود شيخ الحارة.
تعزيزات عسكرية سورية
من جهة أخرى تشهد المنطقة المحيطة بمنطقة إدلب، استقدام الجيش السوري لتعزيزات مدرعة ومدفعية باتجاه شمال حلب، وقوات تابعة للواء 67 اقتحام واللواء 105 حرس جمهوري باتجاه ريف إدلب. هذه الوحدات هي وحدات اقتحام خاضت معارك ضارية مع المجموعات الإرهابية خلال السنوات الماضية، مثل معارك محيط العاصمة دمشق وضواحيها، كما تتواجد على طول الجبهة بريف إدلب قوات المهام الخاصة الفرقة 25 (قوات النمر التي يقودها اللواء سهيل الحسن).
أغلب الترجيحات تشير بأن هذه التعزيزات، هي تمهيداً لعملية عسكرية سينفذها الجيش السوري قريباً، سيكون هدفها الأولي السيطرة بالكامل على الطريق الدولي الـM4، الذي يصل محافظة حلب باللاذقية ويمر بالقرب من محافظة إدلب، الذي يسير بموازاة الحدود التركية وصولاً إلى اليعربية على الحدود السورية مع العراق.
تعزيزات للاحتلال الأمريكي أيضاً
ومن اللافت أنه في ذات الوقت، الذي تنشط فيه المجموعات الإرهابية بعملياتها ضد المدنيين انطلاقاً من إدلب وريف حلب، تتحرك خلايا تنظيم داعش الوهابي الإرهابي وتنفذ هجمات ضد الجيش والمدنيين السوريين، وسط وشمالي سوريا بين محافظات حماة، الرقة، الحسكة، دير الزور.
لذلك لا يمكن فصل هذه التطورات المتناسقة، عن وجود احتمال كبير بوجود أمر عملياتي أمريكي بذلك، نظراً للتطورات السياسية التي حصلت مؤخراً، والتي تصب في صالح الدولة السورية ولا تصب في صالحه.
مع الإشارة إلى أن قوات الاحتلال الأمريكي قامت منذ أيام أيضاً، بتزويد قواعدها المنتشرة في مناطق شرقي سوريا بمعدات لوجيستية وعسكرية جديدة. حيث دخل موكب عسكري أميركي مكون من 75 مركبة الى محافظة الحسكة قادماً من العراق، يومي 19 و20 حزيران/ يونيو الجاري، يتضمن مدرعات وصهاريج نفط ومعدات مدفعية، إضافة إلى كميات كبيرة من الذخائر.
فهل سنشهد تصعيداً ميدانياً في منطقة شمالي شرقي سوريا أيضاً؟
الكاتب:
علي نور الدين