مـوقـع والـلاه الـعـبـري
17 عاما مرت على حرب لبنان الثانية، وما زال الجيش “الإسرائيلي” يدير معركة علنية وسرية ضد حزب الله بسبب موقع الخط الحدودي بين فلسطين المحتلة ولبنان.
وفي كل صباح، تقوم القيادة الشمالية بقيادة اللواء “أوري غوردين” بالترويج لنشاط هندسي مكثف لإقامة عائق يشمل سياجا وسوراً وخنادق ونظام جمع معلومات متقدم.
نسبة بناء الحاجز مُرضية من لـ “إسرائيل”، لكن تسلل المسلح من لبنان إلى مفترق مجيدو في آذار من هذا العام يشير إلى ثغرات في الدفاع.
إن الأعمال الهندسية لجيش العدو على الحدود مقلقة للغاية لحزب الله، الذي أطلق في الأشهر الأخيرة سلسلة من الاستفزازات بهدف تخريب السياج
وجاءت الذروة قبل حوالي شهرين مع نصب الخيام التي أصبحت ثكنة عسكرية لحزب الله على أراضي ذات “سيطرة إسرائيلية” في منطقة مزارع شبعا.
ويستعد الجيش لاحتمال فشل الجهد السياسي للإخلاء – ويتجهّز لرد عسكري لإزالة الخيام التي لا تشكل في هذه المرحلة تهديدًا، ولكنها أحرجت حكومة وجيش العدو عندما كشفت وسائل الإعلام في لبنان القضية.
لكن رغم الانشغال اليومي بهذه القضايا، مثل الاستفزازات التي حدثت في منطقة السياج، والتي أُجبر خلالها الجيش على استخدام وسائل “غير قاتلة” ضد عشرات المشتبه بهم في لبنان.
فإن التهديد الحقيقي يبدو مختلفا تمامًا، في العام الماضي نجح حزب الله في زيادة عدد قواته الخاصة المعروفة باسم “قوة الرضوان” في عشرات المواقع على طول الخط الحدودي بطريقة تسمح بالتوغل السريع في الأراضي المحتلة والسيطرة حتى ولو بشكل مؤقت على المستوطنات “الإسرائيلية” القريبة من السياج.
بالإضافة إلى ذلك، زاد حزب الله من وتيرة بناء مواقعه العسكرية بالقرب من الحدود، ومعظمها تحت ستار المنظمات البيئية.
وفوق كل شيء، حسّن التنظيم من قدراته في المدى والنطاق والفتك، والأسوأ من ذلك كله في الدقة، التي تسمح بإلحاق الضرر بالمنشآت الإستراتيجية والبنى التحتية الحساسة ورموز الحكم.
إلى جانب هذا وليس أقل أهمية، قام حزب الله بتحسين نظام دفاعه الجوي بمساعدة إيران وسوريا ونطاق وأعداد الطائرات بدون طيار التي لا تعرف فقط جمع المعلومات الاستخبارية ولكن تعرف أيضا الهجوم.
وبحسب تقديرات “إسرائيلية”، فإن حزب الله مستعد في حالة الحرب لإطلاق نحو 4000 صاروخ في اليوم في المرحلة الأولى، وبعدها سينخفض معدل إطلاق النار بحسب هجمات سلاح الجو.
لا شك أن حزب الله في عام 2023 أقوى وأكبر مما كان عليه في عام 2006، لكن من ناحية أخرى، ازداد التزامه بالدولة اللبنانية ومواطنيها بشكل كبير في الوقت الذي يتعثر فيه النظام السياسي والاقتصادي في البلاد.
منذ تلك الحرب نجح “الجيش الإسرائيلي” في تأجيل حرب أخرى، كما قام بتضييق خطوات الذراع العسكرية للتنظيم، وعزز قوة الردع التي حالت دون الانتقام لسلسلة الاغتيالات والهجمات المنسوبة لـ “إسرائيل”، ومنها اغتيال عماد مغنية لكنها لم تمنع المنظمة من تعزيز قوتها.
ومع ذلك، وخاصة في عهد رئيس الأركان السابق “أفيف كوخافي” وقائد سلاح الجو “عميكام نوركين”، بنى الجيش ضربات نارية في الجيش بدقة ونطاق تتمتع بهما جيوش قليلة في العالم.
بالإضافة إلى ذلك، بنى الجيش بنك أهداف متكامل يتكون من آلاف الأهداف، بما في ذلك القدرة على إنتاج أهداف في الوقت الحقيقي بطريقة تعرف كيفية ضرب قدرات حزب الله بسرعة وإلحاق دمار هائل بمنشآته العسكرية.
في الوقت نفسه، في السنوات الأخيرة، نجح “جيش العدو الإسرائيلي” (شبكة الهدهد) في رفع مستوى كفاءة المناورات البرية في عمق “أراضي العدو”.
ولن يترك مدى النيران التي سيطلقها حزب الله على الجبهة الداخلية “الإسرائيلية” أي خيار أمام القيادة السياسية سوى صدور الأمر من اليوم الأول بإرسال قوات برية نظامية واحتياط للمناورة في قلب لبنان من أجل السيطرة على مناطق الإطلاق العديدة.
السؤال الكبير حقًا هو ما إذا كان “الجيش الإسرائيلي” سيعرف كيفية خفض مستوى ألسنة اللهب على الحدود اللبنانية وإبعاد الحرب.
لأن التاريخ يُظهر أنه طالما كان هناك احتكاك على الحدود هناك تحدث أخطاء كثيرة جدًا من جانب واحد مقترنة بسوء فهم من قبل الطرف الآخر…
يمكن أن يؤدي إلى مواجهة يعرف الجميع كيف ستبدأ لكن لا أحد لديه أي فكرة عن كيفية انتهاءها.