مـحـمـد الـمـدنـي – لـيـبـانـون ديـبـايـت
خرج اللقاء الخماسي الذي عقد في الدوحة قبل يومين والمخصص لمتابعة الملف اللبناني والرئاسي تحديداً بنتيجة “صفر”.
والبيان الذي صدر عن اللقاء يؤكد أن من يتدبر أمرنا غير قادر على إيجاد مخرجٍ للأزمة الرئاسية، التي يبدو أنها تحتاج أمثال “أينشتاين” ليبتكروا لنا حلاً يرضي غالبية زعمائنا وحكامنا.
الأمر غير المعروف، أن اللقاء الخماسي درس إمكانية عقد مؤتمر دولي بشأن لبنان، ينتهي بإصدار توصيات إجبارية تشمل إسم رئيسي الجمهورية والحكومة وبعض البنود الإصلاحية الضرورية للمرحلة الراهنة.
لكن عبثاً تحاول الدول الخمس المشاركة في اللقاء، إذ يبدو بحسب المعلومات أنها لم تنجح في الإتفاق في ما بينها على شيء، باستثناء ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية.
كما حصل في المبادرة الفرنسية التي باتت قاب قوسين أو أدنى من السقوط، يبدو أن اللقاء الخماسي سيلقى المصير نفسه…
خصوصاً أن أبرز دولتين، الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية، ترفضان التدخل في اللعبة اللبنانية، وتفضلان البقاء على السطح دون الدخول في أروقة الرئاسة ومتفرعاتها.
إن عدم نجاح فكرة عقد مؤتمر دولي للبنان على غرار الدوحة عام 2008، هو رفض الدول المشاركة لمبدأ توزيع الأموال على أصحاب القرار والإلتزام مادياً بدعم نهضة لبنان مجدداً.
حتى فرنسا صاحبة مبادرة ترئيس رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، ترفض الغوص في الوحل اللبناني من دون أميركا والسعودية.
أمّا قطر فهي أيضاً ليست بوارد تبنّي الملف اللبناني دون شراكة المملكة بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
إتفقت الدول الخمس على تشكيل لجنة مشتركة تعمل على عقد طاولة حوار في قصر الصنوبر برعاية المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، لكن اللقاء الخماسي يتخوّف من فشل اللجنة في استقطاب كافة الأحزاب السياسية.
داخلياً، كل المساعي لعقد حوار وطني تصطدم برفض بعض القوى السياسية وفي طليعتها حزب “القوات اللبنانية” لأي حوار…
ويتبيّن أن سمير جعجع يريد الحفاظ على حماوة المعركة الرئاسية بوجه الثنائي الشيعي.
وهنا تكشف المعطيات أن جعجع تلقى نصائح من خارج الحدود وتحديداً من قبل دبلوماسي بارز، بعدم قبول أي حوار قبل تخلّي “حزب الله” وحركة “أمل” عن ترشيح فرنجية.
ومن المحتمل أن يكون باسيل قد تلقى النصائح نفسها، ولهذا السبب لم يسجّل رئيس التيار، إسم فرنجية على ورقة الأسماء المطروحة للنقاش، الأمر الذي أفسد إمكانية عقد حوار بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك.
وفي إطار الرسائل غير المباشرة بين جعجع وباسيل، تؤكد المعلومات أن باسيل بعث برسالة إلى “القوات” مفادها أنه خرج عن التقاطع على الوزير السابق جهاد أزعور مع تمسّكه بمنع إيصال فرنجية…
لتردّ “القوات” على باسيل بالقول: “نحن مكفيين، فيك وبلاك”.