آمال خليل – الأخبار
تشهد السفارة الفلسطينية في بيروت، اليوم، الإعلان عن نتائج التحقيق في جريمة اغتيال قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا أبو أشرف العرموشي والإسلامي عبد الرحمن فرهود، في الاشتباكات التي شهدها مخيم عين الحلوة بين فتح و«الشباب المسلم» نهاية الشهر الماضي ومطلع الجاري. وسيشهد لقاء يحضره أعضاء هيئة العمل الفلسطيني المشترك وممثلو لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني وممثلون عن حركة أمل، تلاوة القرار الظني الذي توصلت إليه لجنة التحقيق التي شُكّلت قبل ثلاثة أسابيع برئاسة اللواء الفتحاوي معين كعوش. وبحسب مصادر مطّلعة، فإن «القرار الظني سيوجّه اتهامات إلى التكفيريين المتمركزين في حيَّي الطوارئ والتعمير من بقايا جند الشام وفتح الإسلام وداعش، وسط ترجيحات بتسمية خمسة مشتبه فيهم أطلقوا النار على العرموشي ومرافقيه من نقاط تحصّنوا فيها داخل مجمع المدارس المشرف على مَرْأَب السيارات حيث قضوا في كمين، من بينهم الصيداوي يحيى العر الذي قاتل مع جماعة أحمد الأسير قبل أن يفر إلى المخيم عقب معركة عبرا 2013». في المقابل، تقاطعت المعلومات عن تورط محمد زبيدات بإطلاق النار على الإسلاميين الثلاثة ليل 29 تموز الماضي حين قُتل فرهود متأثراً بإصابته، ما أدّى إلى اندلاع الاشتباكات. التحقيقات الميدانية التي أجرتها لجنة التحقيق والفصائل الفلسطينية ميدانياً «أجمعت على الاشتباه في بلال بدر الذي يترأّس مجموعة ويتحصن في حي الطوارئ منذ مدة، بخلاف ما روّج له هيثم الشعبي من أن بدر لم يكن في حي الطوارئ في تلك الفترة لأن كاميرات المراقبة لم ترصده».
وأياً تكن أسماء المشتبه فيهم، تجمع القوى الفلسطينية على أن تسليم المطلوبين غير وارد حالياً، سواءٌ التكفيريون أو زبيدات الذي تشير مصادر متابعة إلى أنه لا يزال في عين الحلوة وسط محاولات لتهريبه إلى خارج لبنان لمنع تسليمه.
إزاء استحالة تسليم المطلوبين، يبدو أهالي عين الحلوة متيقّنين بأن الاشتباك سيتجدد عاجلاً أم آجلاً. وقد رُصدت أمس شاحنات تخرج من عين الحلوة، محمّلة بالأثاث والفرش لعائلات استبقت قرار لجنة التحقيق بالنزوح إلى صيدا، فيما الطرفان يمنعان أصحاب البيوت غير المتضرّرة القريبة من المحاور من العودة إليها، وينهمكان في تعزيز إجراءاتهما العسكرية ورفع السواتر والدشم واستنفار المقاتلين وتجهيز مستودعات الأسلحة. وتنتظر فتح الساعة الصفر لبدء الهجوم على معاقل التكفيريين، ولا سيما في الطوارئ والتعمير، وهي تمهّد بين حين وآخر لتجدد المعركة بعمليات «جس نبض»، آخرها عصر أمس مع إطلاق رصاص قنص باتجاه التعمير كاد التكفيريون أن يردّوا على مصادره، قبل أن تتدخل عصبة الأنصار لمنعهم. ورغم أن العصبة تشارك في التهدئة، لكنها أعلنت بأنها سترد على أي هجوم تتعرّض له.
ينهمك الطرفان في تعزيز إجراء اتهما العسكرية وإقامة الدشم
ولاستباق المعركة الوشيكة، تحرّكت القوى الإسلامية باتجاه الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية في صيدا للتعاون من أجل القيام بضغط شعبي على المتقاتلين. لكنّ مساعيها باءت بالفشل بعد تحذيرات تلقّتها من إمكانية إطلاق النار عليها في حال بادرت لإزالة المظاهر المسلحة من الشوارع. كما ألغيت في اليومين الماضيين تظاهرتان، الأولى دعا إليها «شباب المخيم» المحسوب على حماس والقوى الإسلامية ضد القتال، والثانية دعت إليها عائلات العرموشي ومرافقيه والضحايا. وتحسّباً لمواجهة بين مناصري الطرفين، تقرّر إلغاء التظاهرتين.