يبدو الاستحقاق الرئاسي عصيّاً عن الحلّ أمام الانقسام العامودي الذي عمّقته مبادرة الرئيس نبيه بري سباعيّة الأيام…
والتي أقرنها بجلسات مفتوحة حتى انتخاب رئيس للجمهورية أو بمعنى أصحّ دستورياً بجلسة واحدة ودورات متتالية.
المواقف التي أفرزتها الساعات الماضية لا تشي بحظوظ ولو ضئيلة لأي حوار وطني شامل تحت قبّة البرلمان إلا إذا قرّر رئيس المجلس عقد حوارٍ بمن حضر.
وهو سيناريو مستبعد بحسب مصدر مطّلع على أجواء عين التينة التي تحدثت عن جهود للرئيس بري لتقريب وجهات النظر عبر قنوات التواصل غير المباشر مع أفرقاء المعارضة الرافضين لأي حوار يسبق الانتخابات الرئاسية.
أما على جبهة المعارضة فعُلم أنّ مشاورات تنسيقية قد انطلقت بوتيرة مكثّفة بعد مبادرة بري، لتشكيل جبهة سيادية في مواجهة مشروع فريق الممانعة وقطع الطريق أمام تمكّنه من إيصال أو فرض مرشّحه الرئاسي على سائر اللبنانيين…
وللتأكيد على المسار الديمقراطي للاستحقاقات الوطنية في البلد وأوّلها انتخابات رئاسية تجري في المجلس النيابي بعيدا من لعبة تعطيل النصاب التي انتهجها الثنائي الشيعي لتطيير نصاب الدورة الثانية من كل جلسة.
بالنسبة الى فريق المعارضة، المعركة اليوم وجودية في ملف رئاسة الجمهورية حيث الكلمة الفصل هي للمسيحيين أوّلا بالتوافق مع باقي مكوّنات الوطن أما إذا كان هناك من سيتفرّد بهذا القرار فلن يكون سوى القوى المسيحية.
وهذا الموضوع باتت بكركي على بيّنة منه بعد الاتصال الذي أجراه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بالبطريرك الماروني.
كل هذا التعنّت والتصعيد الرئاسي تحاول الدول الصديقة للبنان خرقه.
وفي السياق تتجه الأنظار الى زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان التي أفيد بأنها قد تُرجأ لأيام بعدما كانت حدّدت في الحادي عشر من الجاري.
ويقول مصدر ديبلوماسي أن هذه الزيارة إذا لم تحقّق شيئا في الملف الرئاسي قد تكون الأخيرة وسط اتجاه الى تعليق الحراك الفرنسي وتسليم الراية الى قطر…
عسى أن تتمتّع بدور أكثر فعالية مع القوى السياسية اللبنانية على اختلافها يؤدّي في نهاية المطاف الى صعود الدخان الأبيض.