ب عد مرحلة من الضمور، عاود حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان الظهور مجدداً، وذلك بعد الاجراءات التنظيمية الممارسة منذ تولي أمينه العام علي حجازي مهام القيادة.
وبعد حفل لافت العام الماضي، استتبع مسار معاودة وضع “البعث” على سكة الاحزاب اللبنانية الحاضرة من ذلك إحتفال وذكرى حفل قسم لمنتسبين جدد شهدته بعلبك يوم امس. وباتت توصف بعلبك انها “قلعة” للحزب، إذ بات يركز إهتمامه عليها على نحوِ واضح، إلى جانب مناطق مثل عكار والاقليم وغيرها، أي أن البعث يعمل جاهداً على تنظيم نفسه وحضوره في المناطق ذات الثقل التاريخي ومناطق الاطراف، مستفيداً من “طينة” قديمة ارسالها، متعاوناً مع كادر يتألف من حزبيين قدامى وجدد.
غير أن اللافت يبقى، ان القيادة الجديدة، إستطاعت نقل الحزب من مصاف النظر إليه على أنه كمفرزة أمنية لان يكون حزباً متنوعاً ويملك حضوراً في الداخل اللبناني، كما إستطاع أن يعود الحزب إلى قلب المشهد السياسي المحلي، إلى جانب عمل تنظيمي ممنهج دؤوب وضع خطة هادفة تُرجمت ورشة تنظيمية جدية فاعلة قامت على نقطتي ارتكاز :
الاولى : اعادة استنهاض قدامى البعثيين المنتشرين في المناطق كافة وبين كل الاطياف وتحفيز المترددين وشد عصب المترهلين وجذب وتنشيط جماعة الحياد الايجابي وتوليف هؤولاء مجددا كمثال وقدوة في سياق تعبيرات الجهد النضالي التاريخي تحفيزا لجيل جديد من البعثيين مؤمن بفكره القومي الريادي للمجتمع والأمة سيما وان الخط البياني لمحور المقاومة يتجه صعودا رغم الحصار الاميركي الظالم وتداعياته ورغم الشروخ والتصدعات في الجسم العربي الذي بات احوج ما يكون للقوى الحية الفاعلة الباعثة للنفس الوحدوي و لفكرة الامن القومي العربي والتشبيك على قاعدة المصالح الاقتصادية المشتركة .
اما المرتكز الثاني فتجلى واقعا باقتحام علي حجازي مستفيداً من حضوره وديناميته صفوف الشباب من خلال جلسات حوارية متنقلة ومكثفة في العديد من المناطق تخللها نقاشات لامست هواجس جيل الشباب المشدود لتهويمات تغييرية او مذهبية وطائفية.
بالنتيجة فالجهد المبذول بالتأكيد ومن خلال امناء الفروع في البقاع الغربي والاوسط وزحلة وبعلبك الهرمل والشمال والجنوب وقريبا حالة تنظيمية يعتد بها في بيروت ،ترجم بما يشبه الزلزال في بعلبك ستكون له ارتداداته العميقة وتبدى في تنسيب المئات من البعثيين جلهم من الشباب الجامعي ما شكل نقلة نوعية في مسار الحزب ستؤسس لجيل جديد وروحية عمل جديدة تتكئ الى ارث نضالي.
احتفال البعثيين في بعلبك قدرته الجهات الامنية بحشد بلغ قرابة 13 ألف شخص في مقدمتهم الوزراء وئام وهاب ومحمود قماطي وحسن مراد وقد توج بكلمة غنية للامين العام للبعث علي حجازي أكد من خلالها ان ما انجز ما هو الا القليل القليل من خطة مدروسة واستراتيجية ثابتة وتوجه لسيد المقاومة باسم البعثيين: “لن تكونوا لوحدكم في مواجهة مقبلة فنحن شركاؤكم في اي معركة تفرض علينا سواء كانت من تكفيري او صهيوني مجدداً التمسك بالثوابت القومية التي ارساها القائد الخالد حافظ الاسد والسير خلف حامل الامانة الرئيس المقدام بشار الاسد نحو العز”.