بقلم المستشار في القانون الدولي الدكتور قاسم حدرج*
كانوا فتية أربعة أجتمعوا ذات ليل في كهفهم وضعوا ايديهم فوق
بعضها وقالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وأنصرنا على القوم الكافرين فكانت يد الله فوق أيديهم وأمتدت لهم بالسلاح الذي لم يكن سيفا ولا بندقية انما ايمانا يقنيا بأن الله ناصر من ينصره ولم يلق عليهم
نعاسا بل كلفهم بأن يدقوا للنفير أجراسا وبأن يؤذنوا حي على الجهاد فأنطلق الفتية الى الساحات وما هي الا ساعات حتى اصبح الأربعة أربعين والله يضاعف لمن يشاء وأبتدأت الحكاية بأول أية
فكان ان فجر برعم المقاومة جسده الغض بجنود الأحتلال مزلزلا من تحتهم الأرض معلنا بذلك ان الجهاد بوجه المحتل هو فرض
وعلى كل حر شريف ان يعلن الرفض لوجوده ولو كان الثمن ان يحول جسده الى رصاصة يزرعها في قلبه لتتوالى بعدها الأيات
من تفجير مقر المارينز الى كمين انصارية لتتوالى معها قوافل الشهداء وكان كلما ترجل فارس ارفدنا معسكر جنتا الذي كان أشبه بمعسكر الحسين في صحراء كربلاء الذي ما كان لأحد ان يتخيل بأنه سيغير وجه التاريخ وسيحفظ بيضة الدين ويكسر كل القواعد العلمية والنظريات العسكرية ويثبت أنه بالأيمان تستطيع العين الالهية ان تقاوم المخرز وبأن الدم الطاهر ينتصر على سيف الباطل فأصبح معسكر جنتا كأنه بوابة الجنة يتسابق على الألتحاق به الاف الأستشهاديين يرومون نيل شرف الأنتماء الى كتيبة العباس والأكبر والقاسم كلهم حر وشبيب وابن مظاهر فكان ان تحققت على ايديهم أية التحرير الكبرى ليعودوا بعدها الى كهفهم
لا ليناموا بل ليحرموا العدو النوم فهيهات ان ينام الرضوان وذوالفقار ولهم خلف قضبان العدو رفاق سلاح وجهاد بل عكفوا على كتابة أية الوعد الصادق بتحرير الأسرى فكان لهم ما ارادوا
فتحقق على سواعدهم النصر الألهي الذي تليت أياته في بنت جبيل
وياطر وعيتا ووادي الحجير وكانت أيامه الثلاثة وثلاثين التي أتمت بسبعة العودة هي اربعون من ليالي القدر حيث تنزلت الملائكة
وكانت للمجاهدين عونا ومددا وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا ۚ لا مبدل لكلماته وهو من ۚقَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِين فترجم المقاومون مضمون الأية فحرموا على المحتل تدنيس ارضهم الطاهرة .
وأذ ارادوا ان ينالوا قسطا من الراحة والنوم فاجأهم القوم عندما
ارسلوا احدهم بورقهم الى المدينة ليصرف بها رصيد انتصارهم
عزة وكرامة بأن القوم قد استغلوا انشغالهم بطرد المحتل للأرض
بأن احتلوا المناصب وانشغلوا بالمكاسب وبدل المحتل حل المحتال
فسيطر بالفلوس على النفوس وما حققته المقاومة أستثمرته المقاولة
وبدلا من ارتفاع ألأسهم اللبنانية في البورصة العربية اصبح لبنان
هدفا للتحرير من المقاومة عبر الجيوش الأرهابية لنبدأ بعدها
فصلا جديدا من كتابة أيات النصر ونجحنا في اجتياز امتحان النهر
فلم نغترف ولو غرفة من ماء ولم ترهبنا كثرة الأعداء بل توجهنا بعيوننا نحو السماء وقلنا كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله
وكان في معسكرنا مئة داوود ومقلاعنا قتل جواليتهم وتحقق لنا النصر الموعود وها قد وصلنا اليوم الى معركة ترسيم الحدود
وهي معركة فاصلة بين الحق والباطل لذا قال لهم سيد المقاومة
انها ليست معركة حدود بل أنها ستكون لكم معركة وجود فعندما كنا ثلة اذقناكم مرارة الهزيمة فكيف بنا اليوم ومحورنا يضم مئات ألاف الجنود يتوقون شوقا لملاقاتكم ويأملون من الله نصر مبين وفتح قريب وأرواحهم تهفو الى الصلاة في المسجد الأقصى
وهم بأنتظار ان تطلقوا الطلقة الأولى ليفتحوا عليكم ابواب الجحيم
فأذا كان موسى قد واعد ربه اربعين ليلة ثم وجد قومه على العجل عاكفين فأننا واعدنا ربنا اربعين عاما ازداد خلالها قومنا ايمانا ويقين وهم من أحرقوا عجول السامريين وكانوا لمقاومتهم كالحصن الحصين وكل يوم يزدادون ثقة بحكمة الأمين الذي كان مصداقا لقول الرسول الأمين مَا أَخْلَصَ عَبْدٌ لِلَّهِ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً إلاَّ جَرَتْ يَنَابِيعُ الحِكْمَةِ مِنْ قَلْبِهِ عَلَی لِسَانِهِ فكيف لمن أخلص اربعين ربيعا
لم نشهد خلالها الا شمس انتصارات لا تغيب وهو يعدنا اليوم بأننا سنصلي في القدس عما قريب ونتلو معه في محراب اقصاها
دعاء النصر الحمد لله الذي صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده .
واهم هو من يتخيل بأنه يستطيع ان يكتب لحكاية المقاومة نهاية فعندما تكون البداية أية ورضى الله هو الغاية فلن يكتب النهاية
الا منزل الأيات ونهايتنا هي كنهاية الشهداء معها تكون البداية.