اظهرت نتائج انتخابات “الكنيست” حصول الكتلة اليمينية على الأغلبية، ما يعني أن رئيس حكومة الاحتلال الأسبق بنيامين نتنياهو سيتمكن من تشكيل حكومة لكنها ستكون في قبضة اليمين المتطرّف مثل شخصيات معروفة بتصرفاتها المثيرة للجدل، كايتمار بن غفير وغيره من زعماء “الصهيونية الدينية، في ظل وضع داخلي وخارجي حسّاس وينذر بالتهديد الجديّ لكيان الاحتلال.
وفي مقال في موقع “القناة 12” العبرية يشرح الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان عاموس يادلين، التحديات الأمنية التي تنتظر رئيس الحكومة ووزرائها.
المقال المترجم:
في الحملة الانتخابية، يعدون بالسماء والأرض، ولا يحددون البيانات، ويتجنبون تفصيل موقفهم من المعضلات الاستراتيجية الوجودية. الا أنهم يواجهون في مكتب رئيس الوزراء واقعًا معقدًا وصعبًا. “جمهورهم” مختلف الآن – ليس فقط مواطني إسرائيل، بل دول العدو: من إيران إلى سوريا، ودول مثل مصر والأردن إلى الإمارات، شراكات وتحالفات وأزمات مع دول العالم، من الولايات المتحدة إلى الصين وأوروبا وروسيا.
سيواجه رئيس وزراء إسرائيل المنتخب القادم، أولاً وقبل كل شيء، قرارات سياسية صعبة ومعقدة هنا في الداخل، في دولة إسرائيل: معالجة الانقسامات في الأمة، ومحاربة الجريمة، وتعزيز سيادة القانون والحكم، ومعالجة التكلفة للمعيشة والسكن، وتقليص الفجوات في التعليم وقبل كل شيء – تعريف حديث للوجهة التي يريد أن يقود دولة إسرائيل.
كذلك فإن قضايا الأمن القومي لإسرائيل، في البعد الخارجي، في الشرق الأوسط وعلى الساحة العالمية، ليست مجمدة في الوقت الحالي وستشكل تحديات ملحة وثقيلة لرئيس الوزراء المقبل. وسيتطلب ذلك تحديد أهداف وطنية، واستراتيجية محدثة لتحقيقها، وتصميم على تحقيقها، وقرارات مستنيرة في مواجهة تطورات الأحداث، والمعضلات الاستراتيجية والتغيرات في الساحة الإقليمية والدولية.
هذه هي التحديات السبعة الرئيسية في مجال الأمن القومي، التي سيواجهها رئيس الوزراء المقبل في الساحة الخارجية، والتي سيُطلب فيها اتخاذ قرارات.
إيران
إن وقف عودة القوى العظمى إلى الاتفاق النووي لعام 2015 يعدّ إنجازاً لإسرائيل. خاصة مع خيارها الاستراتيجي بالوقوف بجانب روسيا، ومساعدتها. وبسبب احتمال عدم العودة إلى الاتفاق، من المتوقع حدوث تحركات إيرانية متحدية في المجال النووي: التخصيب إلى 90%، واستئناف عمل مجموعة الأسلحة، أو على المدى القصير – انتاج القنبلة. يجب على رئيس وزراء إسرائيل المقبل التأكد من أن سلطته لديها خيار سياسي وعسكري موثوق به للتعامل مع مثل هذه التحركات الإيرانية، ومنع إيران من الحصول على أسلحة نووية.
الولايات المتحدة – بين تعزيز التحالف والاختلافات في النظرة العالمية والمصالح في القضايا الرئيسية
الولايات المتحدة هي أعظم حليف لإسرائيل، وأحياناً حليفها الوحيد. الهدف النهائي تجاه الولايات المتحدة هو تعزيز العلاقات الاستراتيجية معها والحفاظ على دعمها لإسرائيل كإجماع من الحزبين. المهمة اصبحت أكثر صعوبة وتعقيدا من ذي قبل في ظل الانقسامات الداخلية في الولايات المتحدة واسرائيل، ونظرا للضرر الذي لحق بالعلاقات في الماضي. سيُطلب من رئيس الوزراء أن يدير بحكمة التوترات مع الولايات المتحدة والاستمرار في تعزيز العلاقات معها مع التركيز على مجال التكنولوجيا.
في الساحة الفلسطينية – بين الحرب على الإرهاب (المقاومة) واستقرار الامن
الموضوع الأكثر إلحاحًا على طاولة رئيس الوزراء المقبل هو إعادة الأمن الشخصي في ضوء موجة العمليات الإرهابية (عمليات المقاومة) في يهودا والسامرة (القدس والضفة الغربية). ومع ذلك، أبعد من ذلك، يكاد لا يوجد أي موضوع في الساحة الفلسطينية لا يحتاج إلى دراسة – بدءاً بالرؤية الاستراتيجية والبوصلة مروراً بمكافحة عناصر الإرهاب (المقاومة) وفصلها عن السكان، والحفاظ على السلطة الفلسطينية.
اتفاقيات إبراهيم (التطبيع) – كيف تتوسع وتعمق؟
تعتبر اتفاقيات إبراهيم أهم إنجاز للدبلوماسية الإسرائيلية في العقد الماضي. التحدي في هذا المجال هو ثلاثة أضعاف – توسيع الاتفاقيات إلى دول أخرى، المملكة العربية السعودية بشكل أساسي، وتعميقها مع الإمارات والبحرين والمغرب.
حزب الله – تعزيز الردع وضبط التصعيد
يشكل حزب الله اليوم أكبر تهديد عسكري لإسرائيل. إن الردع الإسرائيلي قوي لكنه يواجه تحديات، وقد يصدق نصر الله دعايته الخاصة حول “إنجازاته” في فرض الاتفاق البحري على إسرائيل. يمتلك حزب الله قدرات عسكرية متطورة تهدد إسرائيل – صواريخ دقيقة وطائرات بدون طيار ودفاع جوي وقوات برية ستحاول اجتياح الجليل. وفي العام الماضي، أظهر ثقة متزايدة بالنفس، الأمر الذي أدى إلى تفاقم خطر السير على حافة الجليل. التقدير والتصعيد غير المخطط له ومنع التصعيد من خلال ردع حزب الله، كما الاستعداد للحرب إذا فشلت السيطرة على التصعيد، يشكلان تحديًا كبيرًا لرئيس الوزراء المقبل.
الحرب في أوكرانيا
في ظل الحملة في أوكرانيا، وحتى أكثر من ذلك بسبب تورط إيران في الحرب، تزداد حدة التوترات في سياسة إسرائيل، تلك التي تتطلب تعديلات في السياسة. سيتعين على رئيس الوزراء المقبل تحديث السياسة، وإعطاء وزناً أكبر للاعتبارات طويلة الأجل، والحفاظ على الشراكة الاستراتيجية المهمة للغاية مع الغرب وتعزيزها.
سيتعين على رئيس الوزراء ومن حوله تحديد التهديدات التي تتعرض لها إسرائيل وتعزيز الرد المناسب عليها. هذا إلى جانب صياغة رؤية استراتيجية وسياسية وأمنية واضحة لدولة إسرائيل.
المصدر: القناة 12
الكاتب: عاموس يادلين