في الذكرى الـ 28 لشهادة القائد هاني عابد “نستذكر قائداً كبيراً جسد نموذجاً في العمل والابداع العلمي، إلى جانب موقعه القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ودوره المهم والمؤثر في مسيرة الجهاد والمقاومة دفاعاً عن وطنه وشعبه”، حسب ما صرّح الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزّة طارق سلمي.
فما هي سيرة الشهيد القائد عابد؟
ولد القائد هاني محمود عابد عام 1962 في مخيم “جباليا” شمال قطاع غزّة، وبدأ حياته الجهادية مبكراً في العام 1971 عندما اعتقلت قوات الاحتلال والده فكان الشهيد يرميهم بالحجارة رغم التهديد بإطلاق النار عليه.
التحق الشهيد عابد بالجامعة الإسلامية بغزة في العام 1980لدارسة الكيمياء والفيزياء، وهناك التقى بالشهيد المفكّر المؤسس لحركة الجهاد الإسلامي في فسلطين فتحي الشقاقي وتعرّف على فكر هذه الحركة التي انخرط في صفوفها، فأصبح مسؤول الإطار الطلابي للحركة التي عرف باسم “المستقلين”. وتابع دراسة ماجستير الكيمياء في جامعة “النجاح” في نابلس بالضفة الغربية المحتلّة.
جعل القائد عابد للمقاومة ميداناً جديداً، فعمل على توزيع مجلة “الطليعة” التي كانت ناطقة باسم “الجهاد الإسلامي” التي بات القائد عابد من قيادات عملها السياسي عام 1984. ثمّ أسس وأدار صحيفة “الاستقلال” وهي أول صحيفة تتبنى المقاومة وتنطق بنهجها، واعتبر مهندس الإعلام المقاوم بين الورق والأثير، كذلك افتتح مكتب “أبرار” للصحافة. ذلك الى جانب عمله مدرساً لمادة الكيمياء في كلية العلوم والتكنولوجيا في خانيونس جنوب القطاع.
تسلّم القائد عابد عدّة مسؤوليات ضمن “الجهاد الإسلامي”، فكان مسؤولاً عن النشاط الطلابي والنقابي (الرابطة الإسلامية) ومتحدثًا باسمها، وعمل مسؤولاً عن النشاط النسائي في الحركة. بالإضافة الى كونه كلمة السر والوصل والاتصال بين الشهيد الشقاقي وبين قائد ومؤسس القوى الإسلامية المجاهدة (قسم) الشهيد محمود الخواجا، و”قسم” مثّلت الجهاز العسكري الأوّل للحركة. كما كان القائد عابد عضواً في مجلس شورى الحركة في غزة، ومسؤولاً عن النشاط الاجتماعي فيها.
اعتقل القائد عابد أول مرّة عام 1991 في سجون الاحتلال لمدّة 6 أشهر، ثمّ بتاريخ 20 /5/ 1994 تمكّن مجاهدو الجناح العسكري، من قتل جنديين قرب معبر بيت حانون (ايرز) شمال القطاع، وحينها حمّل الاحتلال مسؤولية التخطيط للعملية للقائد عابد، فاعتقلته السلطة الفلسطينية
ليكون أول معتقل سياسي في سجونها حيث بقي لمدة ثمانية عشر يوماً.
وبتاريخ الثاني من شهر تشرين الثاني / نوفمبر 1994، اغتال الاحتلال القائد عابد عبر تفخيخ سيارته التي انفجرت بعد أن استقلها خلال انتهاء عمله من كلية العلوم والتكنولوجيا في خانيونس. وعلى إثر اغتياله، صرّح الشهيد الشقاقي “لن نرتاح حتى ننتقم لدمه الطّاهر… أقول لرابين (رئيس حكومة الاحتلال آنذاك) كلما قتلت قائداً منّا عليك أن تعدّ مزيداً من توابيت جنودك”.
وخلال حفل التأبين الذي نظمته حركة الجهاد الإسلامي للشهيد عابد أعلن عن رد الحركة الأوّل اذ قام الاستشهادي هشام حمد (من مجاهدي “قسم”) في 11/11/1994 بتفجير الدراجة الهوائية التي كان يقودها في مجموعة من جنود الاحتلال على حاجز “نتساريم” العسكري ما أدى الى مقتل خمسة جنود وإصابة آخرين. وكانت هذه العملية بداية لسلسلة من العمليات الاستشهادية ضد الاحتلال ردا على اغتياله للقائد عابد، والتي توجت بعملية “بيت ليد” النوعية. كما كانت رسالة الحركة الواضحة ومفادها أن “أي عمليات اغتيال سينفذها ضد قادة المقاومة الفلسطينية سيتم الرد عليها بقوة وسيدفع الاحتلال ثمن حماقاته”.
الكاتب: غرفة التحرير