يبدو أن الصراع ما بين روسيا والمعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، يأخذ طابعاً أشد خطورة على العالم بأسره، مما كان عليه الحال عندما اقتصرت ساحة الصراع على أوكرانيا.
فبالأمس الأربعاء، أعلنت الرئاسة الروسية إسقاط طائرتين مسيرتين، متهمةً “نظام كييف” بإرسالهما الى منطقة الكرملين، الأمر الذي أدى إلى سقوط بقاياهما في المنطقة. واعتبرت الرئاسة بأن الهجوم على مقر إقامة الرئيس فلاديمير بوتين، يعدّ عملا إرهابيا مخططا ومحاولة لاغتيال رئيس الدولة. وأضاف البيان بأن روسيا تحتفظ بالحق في اتخاذ إجراءات انتقامية ضد محاولة كييف لضرب الكرملين، حيثما ومتى تراه مناسباً.
أمّا المتحدث الخاص باسم الرئيس بوتين “ديمتري بيسكوف”، فقد أعلن اليوم بأن هذا الهجوم يخضع لتحقيق شامل وفوري، تشارك فيه مختلف الهيئات والإدارات المختصة. مضيفاً بان جدول أعمال الرئيس بوتين لم يتغير بأي شكل من الأشكال، وهو اليوم يعمل في الكرملين.
الرد الروسي
وتحت عنوان “كيف سيبدو الرد الروسي؟ السيناريوهات المحتملة بعد الهجوم على الكرملين”، نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية مقالاً، توقعت فيه بأن تتجه أعين قادة العالم إلى كييف وموسكو، حيث من المتوقع اتخاذ قرارات دراماتيكية في الأيام المقبلة.
أما مساعد نائب وزير الدفاع الأمريكي الأسبق مايك مولروي، الذي عمل سابقاً أيضاً كضابط في وكالة المخابرات المركزية – CIA، فقد قال في محادثة مع بي بي سي أن أوكرانيا تراقب عن كثب تحركات بوتين، لذا فمن المحتمل أنه لم يكن حاضرا في ذلك الوقت، زاعماً بأنه ربما اختلقت روسيا هذا الهجوم لاستخدامه كذريعة لإيذاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وأن هذا ما حاولت فعله في السابق.
أمّا معهد دراسة الحرب(ISW) الأمريكي، فقد أشار إلى وجود تقييم يقول بأن الغرض من هجوم العلم الكاذب هذا، هو تبرير من موسكو لإجراءات التجنيد المتزايدة، وليس محاولةً لتصعيد القتال.
فيما وصف محللون أمريكيون بأن ما اعتبروه مزاعم اغتيال بوتين بأنها “عملية ينظمها الكرملين لتعزيز الدعم قبل يوم النصر في 9 أيار / مايو، الذي يشهد احتفالات سنوية بهزيمة النازيين على يد السوفييت خلال الحرب العالمية الثانية”.
لكن تصريح البيت الأبيض حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تعتبر الرئيس فلاديمير بوتين هدفاً مشروعاً للقوات الأوكرانية بالقول “لا نشجع الهجمات التي تستهدف القادة شخصياً”، يشي بأنه ربما تكون واشنطن قد وجدت أدلة ومعطيات تفيد بتورط زيلينسكي فعلاً بهذا الهجوم، خاصةً وأن الأخير قد غادر أوكرانيا صبيحة هذا اليوم باتجاه لاهاي في هولندا بشكل مريب جداً.
وعليه قد يكون الرد الروسي مثلما صرّح الرئيس السابق ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمترى ميدفيديف: “لا خيار أمامنا سوى قتل الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي”، وهو ما طالب به غيره من المسؤولين الروس أيضاً.
الكاتب: غرفة التحرير