«نحن الإسكوا شغفُ العمل، للمنطقة نحن الأمل»، هذه الكلمات تستهلّ نشيد منظمة «الإسكوا»، أو لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا. غرب آسيا، هنا، يمتد من المحيط إلى الخليج، إذ تُعنى المنظمة الأمميّة بشؤون عشرين دولة من الدول الـ 22 الأعضاء في جامعة الدول العربيّة (جيبوتي وجزر القمر هما الدولتان اللتان لا تحظيان بتمثيل في المنظمة الإقليميّة). لكن ما هو الأمل الذي يخرج للمنطقة من بيت الأمم المتّحدة في وسط بيروت المحصّن بأسوار إسمنت مسلّح وعقد إيجار موروث لا يمسّ؟
في الفيديو المصوّر لنشيد الإسكوا يشارك الموظفون في المنظمة وأولادهم في الغناء، في جوٍّ حماسيٍّ بقيادة المايسترو غسان الرحباني، يذكّر المشاهد بأجواء شارات المسلسلات الكرتونية «غرندايزر» و«جونغر» للراحل سامي كلارك. الطفولية في التعاطي مع قضايا المنطقة لا تتوقّف عند «حطّم الأشرار، ساند الأحرار»، ولا هي مشكلة «الإسكوا» الأكبر. فهذه، في ربع القرن الأخير منذ عودتها إلى ربوع لبنان، لم تقدم أملاً للمنطقة إلا بالانبطاح لواقع هيمنة الغرب الاقتصادية ومنظماته المالية. الوكالة «الاقتصادية الاجتماعيّة» لم تساهم إلّا في اقتصاد واجتماعات هيئة إدارة مشروع «سوليدير» على حساب الخزينة العامة اللبنانية. هذا في أحسن أيّامها، أمّا في العهد الأخير الذي شارف على نهايته بقيادة ناشطة سياسية كويتية لأمّ لبنانية، فإن الفضائح التي تحيط بـ «الإسكوا» باتت عصيّة على الاحتواء. ستشهد الوكالة حفلة تسلّم وتسليم نهاية هذا الصّيف. أمل «المنطقّة» على المحكّ، فلا خلاص في الحرب الناعمة، إلّا بالخضوع لمنظمات الشرعيّة الدوليّة، فما هو الأمل الذي يمكن توقّعه من جهابذة الأمم المتّحدة العرب؟
الوسوممقالة
شاهد أيضاً
أبرز ما تناولته الصحف العربية الصادرة اليوم 26/06/2024
الأنباء الكويتية – صيف لبنان مستمر وحرارته لا ترتبط بالتهديدات الإسرائيلية بتوسيع الحرب -بري قلق …