تعرضت سوريا بالأمس الأحد، لاعتداء اسرائيلي مزدوج، استهدف منظومات الدفاع الجوي التابعة للجيش السوري في طرطوس في غرب سوريا، واستُلحقت بضربات أخرى استهدفت مواقع في ريف دمشق، اسفرت عن ارتقاء 3 شهداء هم: الملازم أول علي بسام بدور، الملازم محمود محمد عطاف، الملازم اسماعيل شعبان، كما أدى الى جرح 3 آخرين ووقوع بعض الخسائر المادية.
وقد سمع دوي انفجارات قوية على إثر هذه الغارات في محافظة طرطوس، فيما شاهد اللبنانيون الصواريخ وهي تنطلق من فوق البحر، وتتجه نحو غرب سوريا. بالتزامن مع سماعهم لتحليق طائرات حربية على علو متوسط فوق الجنوب وصولا الى صيدا.
وقد نقلت وكالة سانا السورية عن مصدر عسكري قوله بأن وسائط الدفاع الجوي السورية قد “تصدت لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها”.
وبحسب مصادر متابعة ومراقبة، فإن الكيان المؤقت يعمل منذ مدة من خلال هذه الاعتداءات ضد منظومات الدفاع الجوي خصوصاً، وفق خطة ممنهجة تهدف بشكل واضح الى تحييد الدفاع الجوي السوري من المعادلة وعلى مراحل، تحضيراً لأي مواجهة مستقبلية. فهذه المنظومات تستطيع بشكل كبير الحدّ من اعتداءاته وإفشال مهامها، بل وتعريض الطائرات الإسرائيلية الى خطر اسقاطها، كما حصل في شباط / فبراير من العام 2018.
وأكبر دليل على ذلك، هو قيام هذه الطائرات باعتداءاتها من خارج الأجواء السورية، من فوق وجنوب وشرق وشمال العاصمة اللبنانية بيروت، بمسافة لا تقل عن 30 الى 50 كم عن الحدود مع سوريا، ومن فوق المنطقة الشمالية لطرابلس بمسافة لا تقل عن 30 الى 40 كم عن الحدود، ومن فوق الجولان المحتل وطبريا والجليل وجنوب لبنان بمسافة لا تقل عن 30 الى 60 كم عن الحدود، لكي تكون خارج المدى الفعال للمنظومات السورية متوسطة وقصيرة المدى مثل: بوك، بانتسير، بيشتورا، وسام – 6.
أما بالنسبة لمنظومات S-200 بعيدة المدى، فيتم استخدامها لاعتراض الصواريخ التي تطلقها الطائرات الإسرائيلية، التي غالباً ما تتلطى خلف التضاريس الجغرافية اللبنانية أو تستخدم الطائرات المدنية كغطاء لها. مع الإشارة هنا إلى أن منظومةS-200 هي التي استخدمت عام 2018، حينما أطلق 12 صاروخ منها على تشكيل جوي من 8 طائرات F-16 (صوفا) والتي استطاعت إسقاط وإصابة أكثر من طائرة. كما استخدمت هذه المنظومات في إيصال رسائل تحذيرية للكيان الإسرائيلي، من خلال الوصول مرات عديدة الى مناطق داخل فلسطين المحتلة كديمونا وتل ابيب.
أين لبنان ووزارة خارجيته من كل هذه الاعتداءات؟
وحول هذه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، وبعد استعراض بعض تكتيكات سلاح جو الاحتلال، هناك سؤال لا بد من طرحه على وزارة الخارجية اللبنانية، وعلى كل القوى السياسية والجهات اللبنانية، التي تدّعي الحرص على سيادة البلد أو على الأقل حياده. والسؤال هو عن ماهية موقفهم إزاء حوالي 18 اعتداء خلال هذا العام فقط، والذي استُخدمت فيه الأراضي اللبنانية لتنفيذ هذه الهجمات ضد سوريا، والتي أدّت الى ارتقاء 31 شهيد جندي وضابط من الجيش السوري والقوات الرديفة له، معظمهم من قوات الدفاع الجوي؟!
الكاتب: علي نور الدين