يستمر حوالي 4450 أسير فلسطيني في برنامجهم النضالي التصعيدي الذي شرعوا به في 22 آب / أغسطس الجاري رفضاً لعودة كيان الاحتلال الى اجراءاته المشدّدة على الأسرى وحرمانهم من حقوقهم بالإضافة الى اعتماد سياسة التنقل بأسرى المؤبدات من سجن الى آخر ومن قسم الى آخر بما يفقد الأسير انسجامه مع محيطته الذي يفرضه عليه واقع الاعتقال.
وقد انتقل الأسرى الى خطوات جديدة من البرنامج تجاوزت إرجاع وجبات الطعام والامتناع عن الفحص الأمني نحو حلّ الهيئات التنظيمية والخروج الى باحات السجن والى العدد بلباس “الشاباص” بهدف إرباك مصلحة السجون وتوتير الأجواء. إذ تفرض هذه الخطوات على إدارة سجون الاحتلال مواجهة الأسرى كأفراد وليس كتنظيمات ما يصعّب عليها “ضبط الأمور” وينقطع الحوار مع الأسرى، وكذلك تشير الى الاستعداد للمواجهة بما فيها المواجهة اليدوية، وتخشى مصلحة السجون في مثل هذه الحالات من تنفيذ الأسرى عمليات طعن ضد الجنود.
وفي محاولة لقمع معركة الأسرى قال نادي الأسير الفلسطيني أن “إدارة السجون فرضت عزلاً مضاعفاً على الأسرى، وسحب الكهربائيات من عدة أقسام في عدة سجون، واستدعاء قوات إضافية”. كما ذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين “أن مستجدات طارئة شهدتها سجون الاحتلال تمثلت بتواجد لوحدات القمع بأعداد كثيفة على مداخل العديد من السجون، وتحركات مكثفة لإدارة السجون واستخباراتها بين الأقسام واستعانة غير مسبوقة بالكلاب البوليسية من حيث عددها وتواجدها الدائم بالقرب من مداخل الأقسام”.
كذلك أوضحت مؤسسة مهجة القدس بأن “قوات الاحتلال أغلقت غرف وأقسام أسرى الجهاد الإسلامي داخل السجون بالأسلاك والأقفال منذ أكثر من 4 أيام ومنعتهم من الخروج الى الفورة بزعم الخشية من تنفيذهم اعتصام”.
لكن الأسرى مستمرون في برنامجهم الذي يتدرّج نحو الشروع بالإضراب المفتوح عن الطعام مطلع شهر أيلول / سبتمبر المقبل، يبدأ به 1000 أسير كدفعة أولى على أن يلتحق بهم المزيد من الأسرى وفق آلية متفق عليها ومنظمة من قبل لجنة الطوارئ في الحركة الأسيرة. وقد بيّن نادي الأسير “أنّ خطوة الإضراب ستكون مرهونة بموقف إدارة السجون، إن استمرت بقرارها بفرض جملة إجراءات التضييق على الأسرى أم لا”.
ودعت الحركة الأسيرة الشعب الفلسطيني بكل مكوناته للوقوف الى جانب الأسرى في معركتهم وتنظيم الفعاليات المختلفة أمام المؤسسات الدولية، والتوجه لنقاط التماس مع الاحتلال، مشيرةً الى أهمية الحراك الشعبي الذي يشكّل رافعة وجبهة دعم وإسناد خارجية لا تقل أهمية عن خطوات الأسرى داخل السجون ولا سيما الاضراب عن الطعام.
المعركة الحالية تأتي استكمالاً للمعركة السابقة في شباط / فبراير الماضي وحينها دخل أيضاً أكثر من 250 أسيراً من حركة الجهاد الإسلامي الاضراب المفتوح عن الطعام لمواجهة الهجمة الانتقامية لمصلحة سجون الاحتلال التي تجسّدت بإجراءات أهمها عزل أسرى الحركة وتفكيك بنيتها التنظيمية داخل السجون، وذلك بعد عملية “نفق الحرية” التي نفذها 6 أسرى خمسة منهم من الجهاد الإسلامي وفي مقدّمتهم الأسير القائد محمود العارضة. وكان من المقرّر أن يدخل الأسرى من الفصائل الفلسطينية كافة اسناداً لأسرى “الجهاد الإسلامي”.
ومن ناحية ثانية، يستمر الأسير خليل عواودة في معركة الأمعاء الخاوية لليوم الـ 170 على التوالي وسط حالة صحية حرجة جداً اذ انتشر اليوم مقطع مصوّر يظهر الهيئة التي وصل اليها جسده وتوجّه عواودة برسالة “إلى أحرار العالم عامة والشعب الفلسطيني خاصة” قال فيها “إن هذا الجسد المتهالك الذي لم يبق منه إلا العظم، لا يعكس ضعف وعري الشعب الفلسطيني، إنما يعكس وجه الاحتلال الحقيقي الذي يدعي أنه دولة ديمقراطية”، مشدداً “سنبقى نقف ضد الاعتقال الإداري”.