لا يتوانی أعداء وخصوم الجمهورية الإسلامية في إيران، عن استغلال أي حدث يحصل فيها، يمكن استثماره في الهجوم عليها، إلا وسارعوا الى تكثيف ذلك في حملاتهم الإعلامية، عبر الوسائل الإعلامية التابعة لهم، سواء تلك الناطقة بالفارسية بالتحديد، وبغيرها من لغات العالم.
وهذا ما حصل في الأيام القليلة الماضية، حينما كان الخط الإخباري الرئيسي لوسائل الإعلام الناطقة بالفارسية وغير الناطقة بالفارسية كالـ CNN الامريكية، بأن الفتاة الفقيدة “مهسا أميني” التي توفيت في مركز شرطة الأخلاق، قد تعرضت للضرب ولسكتة دماغية على إثرها، في محاولة لإثارة الرأي العام الإيراني والدولي، ضد حكومة السيد إبراهيم رئيسي ومن خلفها النظام الإسلامي برمته.
وفي هذا الإطار، كانت شبكة بي بي سي – BBC الإنكليزية بقناتها الناطقة بالفارسية، هي الوسيلة المرجعية لإثارة الفوضى والاضطرابات، وساعدها في ذلك العديد من وسائل الإعلام الغربية ومنصات التواصل الاجتماعية مثل قناة آمد نيوز – Amad News على تلغرام، والوسائل الإعلامية التابعة لمن يصفون أنفسهم بالمعارضة الإيرانية، وفي مقدمتهم قناة “من وتو” الشاهنشاهية الهوى.
واللافت أيضاً أن وسائل الإعلام السعودية التابعة لمحمد بن سلمان، كانت من أكثر الوسائل مساعدةً لهجمات البروباغندا هذه، لا سيما عبر قناتي العربية وإنترناشيونال الناطقة بالفارسية. فالأخيرة قامت بإلغاء جميع برامجها الاعتيادية، لمواكبة الأحداث التي حصلت ما بعد وفاة الفقيدة، ولا تزال حتى هذه اللحظات ملتزمة بحملتها العدائية ضد إيران، من خلال نشر أخبار كاذبة وغير صحيحة، مثل تضليل الرأي العام بعرض صور أشعة للفقيدة، وزعمهم أن تثبت تعرضها للضرب وتكسير الجمجمة، والذي أدى للوفاة، أو نشرهم أخبار غير صحيحة عن تصاعد الاحتجاجات في أكثر من 120 منطقة إيرانية، فيما غيرهم من الوسائل الإعلامية الأخرى يقولون بأن الاحتجاجات حصلت في 80 منطقة لا أكثر. أما قناة العربية ومن خلال موقعها باللغة الفارسية، فهي تصر بأن الاحتجاجات هي ضد الحكومة الإيرانية حصراً، وتدعي بأن الضحايا الذين سقطوا في الاحتجاجات، هم فقط من “المعترضين”، بينما الوقائع تثبت العكس تماماً، بحيث سقط العديد من الضحايا من الشرطة ومن المدنيين الذين لا علاقة لهم بالموضوع.
والد أميني: لسنا راضين عن التظاهرات في إيران ولا علاقة لنا بها
وفي تصريح يكشف لنا كمّ الاستغلال لهذه الحادثة، أكد والد الفقيدة همسا أميني، أمجد أميني، أنّ العائلة لم تتبلّغ نتائج اختبارات الطب الشرعي بشأن أسباب وفاة ابنتهم حتى الآن. مشدداً على أنّ التجمعات والتظاهرات التي حصلت وما زالت في عدد من المحافظات الإيرانية عقب وفاة مهسا “ليس لها علاقة” بالعائلة، و”لم تكن من أجلنا”، مشيراً إلى أنّه وعائلة مهسا “غير راضين عن هذه الأمور”. موضحاً بأن رغبة العائلة الوحيدة، هي التعامل مع مسببي وفاة ابنتهم ومعاقبتهم.
ا