عندما يتطرّق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى الإنجاز الذي حقّقه لبنان في العام 2000 من خلال تحرير الجنوب فإنه يقصد بذلك “كل القوى الإسلامية والوطنية التي شاركت وساهمت في المقاومة وقدمت شهداء وجرحى وأسرى وقاتلت، ومن كل المناطق… من بيروت كانت المواجهات الأولى، في مناطق الجبل، في الضاحية، في خلدة، في صيدا…”. ينسب السيد نصر الله هذا الانتصار الى كّل الجهود المبذولة منذ العام 1982 ولا يقطعها عن ما قبلها “بل هناك صلة عميقة وجذرية وأصلية وأساسية بكل الجهود والنضالات والأعمال والمواقف والنشاطات والأطر التي كانت قائمة قبل 1982”.
وبين القوى الوطنية التي نهضت لمواجهة كيان الاحتلال ومشروعه في لبنان، الحزب القومي الاجتماعي الذي حمل أبناؤه فكر النضال والمقاومة، ومنهم خالد علوان.
من هو خالد علوان؟
_ ولد خالد عثمان علوان في بيروت عام 1962.
_ اكتسب بنية جسدية قوية من خلال ممارسته للتمارين الرياضية.
_ تعرف في بداية الحرب الأهلية اللبنانية على الحزب السوري القومي الاجتماعي وأصبح من المؤيدين له قبل ان ينتمي الى صفوفه رسميا عام 1978، وكان اسمه الحركي “ميشال”.
_ التحق بمنفذية بيروت – مديرية وطى المصيطبة، وعيّن مدرباً لها سنة 1980.بعد أن تدرج بالعمل الحزبي مع منفذ عام بيروت داود باز.
_ عام 1982، عند الاجتياح الإسرائيلي للبنان، تسلم علوان قيادة موقع “الاونيسكو” (حسب تشكيلات الحزب العسكرية آنذاك) وكان معه 15 عنصراً. بعدها توجه الى منطقة المتحف حيث بقي فيها مع مجموعته الى حين خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت. وهناك أيضاً رمى خالد جنود الاحتلال بقذائف من عيار 60 ملم، على مدار أسبوعين.
_ تسلّق مرّة خلال تلك الفترة سارية وأنزل “العلم الإسرائيلي” ورفع علم الحزب القومي. في هذه العملية أصيب خالد في كتفه ونقل على إثر الإصابة الى المستشفى وتلقى العلاج.
_ تمركز خالد بطلب من قيادة الحزب القومي في منطقة الرملة البيضاء في بيروت بعد اغتيال رئيس حزب الكتائب اللبنانية بشير الجميل في 14 ايلول 1982 واجتاحت قوات الاحتلال المنطقة الغربية من العاصمة.
_ نفّذ خالد العديد من العمليات ضد قوات الاحتلال في عمليات امام مدرسة “ماريوسف” في منطقة زقاق البلاط، وفوق جسر “حوض الولاية”، وامام منزل الرئيس صائب سلام، كذلك في منطقة كورنيش المزرعة أمام مكتب منظمة التحرير الفلسطينية، وصولاً الى العملية النوعية “الويمبي”.
ما هي عملية “الويمبي”؟
“الويمبي”، هو مقهى في شارع الحمرا في بيروت، قصده 4 من ضباط جيش الاحتلال في 24 أيلول / سبتمبر من العام 1982. وفي التفاصيل، طلب الضباط الحساب من النادل، ولما أقبل إليهم أصروا دفع الفاتورة بالشيكل. رفض النادل استلام الشيكل وطلب الدفع بالليرة اللبنانية أو بالدولار الأمريكي.
اقترب خالد من الطاولة وقال للنادل “ولو حساب الشباب علينا” وأطلق ورفاقه النار على الضباط، لينسحب بعدها، من منطلق إيمانه بأن “ليس لنا من عدوّ يقاتلنا في ديننا وأرضنا ووطننا سوى اليهود”.
اعتقلته “الكتائب اللبنانية”، التي كانت تعمل بالتحالف مع كيان الاحتلال عسكرياً وسياسياً، وتم سجنه لكنّه هُرّب. وبعد 3 سنوات من تنفيذ العملية، اغتال الاحتلال خالد على يد عميل اسمه هشام ناصر الدين الذي أحرق سيارة كان خالد يستقلها مع رفاق له على طريق بلدة “باترا” الحدودية.