يبدو أن هنالك خلاف يكبر يوماً بعد يوم، بين القوات الامريكية المتواجدة في قاعدة التنف في سوريا، وبين ما يعرف بـ”جيش مغاوير الثورة”، وذلك على خلفية تعيين الأمريكيين قيادة جديدة لهذا الفصيل.
وهذا ما كشفه البيان الصادر باسم الاخير، والذي تم نشره على موقع تويتر (لكن جرى حذفه بعد ساعات من دون توضيح الأسباب)، عندما قالوا فيه بأنهم ملتزمين بالأهداف المعلنة للـ”تحالف الدولي لمحاربة الإرهاب”، لكنهم يرفضون بشكل قاطع ونهائي التدخل من قبل أي طرف مهما كان (في إشارة للجيش الأمريكي)، في تحديد وتعيين قيادتهم. كاشفين عن رفضهم لمحاولة فرض “فريد القاسم”، الذي تم تعيينه مؤخراً قائداً، معللين ذلك بأنه “ليس من ضباطنا أو منتسبينا”، داعين “القيادة العامة للتحالف” الى التدخل بشكل مباشر لتجنب التداعيات الخطيرة، التي يمكن أن تنشأ نتيجة هذا القرار غير المسؤول.
وبالتزامن مع هذا البيان، أصدرت جهة تطلق على نفسها اسم “المجلس العسكري لجيش مغاوير الثورة” بيانا مصورا، أكدت فيه رفضها الحاسم لفرض تعيين القائد الجديد للفصيل فريد القاسم، بدلاً عن مهند الطلاع.
ووفقاً لمصادر إعلامية، فإن إقالة الطلاع جاءت بعد خلافاته مع التحالف بشأن رفضه لمخطط إلحاق هذا الفصيل، بقيادة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، حيث تم استغلال أخذه لإجازة كان فيها بتركيا لزيارة عائلته، للقيام بخطوة استبداله. ونشر حساب القيادة المركزية الأميركية على تويتر، صور تنصيب القاسم قائداً جديداً لـ “مغاوير الثورة”.
وتضيف هذه المصادر بأن انزعاج مقاتلي هذا الفصيل تعود الى تراخي ما يعرف بقوات التحالف في حماية مواقعهم المنتشرة في المنطقة 55، بعد تعرضها عدة مرات للقصف من الجيش السوري وحلفائه. ولذلك تعمد الولايات المتحدة الأمريكية الى التهديد بقطع التمويل عن هذا الفصيل، إذا لم يتم القبول بتغيير الطلاع والقبول بقيادة القاسم، الذي يُعرف عنه قربه من القيادة الأمريكية هناك، كما أنه كان نقيباً في الجيش السوري، قبل انشقاقه بعد انطلاق الحرب على بلاده، وتزعمه “لواء شهداء القريتين”، نسبةً لبلدة القريتين شرقي حمص.
وعلى إثر القرار، أعلن أعضاء المجلس المحلي لمخيم الركبان الواقع ضمن منطقة الـ 55 كم، والذي تسيطر عليه قوات “التحالف الدولي” و”مغاوير الثورة”، رفضهم لهذا القرار داعين لاعتصام داخل المخيم حتى تراجع التحالف عن القرار، مشيرين إلى وجود خلافات عشائرية بسبب ضلوع القائد الجديد “فريد القاسم” وفصيله السابق بقتل أحد أبنائهم تحت التعذيب.
شاهد إضافي على سلوك أمريكا مع أتباعها
وهذا ما يعيد التأكيد حول كيفية تعاطي الولايات المتحدة الأمريكية مع عملائها وتابعيها، سواءً كانوا في سوريا أو أي دولة من دول المنطقة والعالم. فهي لا تنظر لهم ككيانات مستقلة أصلاً، أو يحق لهم اتخاذ القرارات، ولا تعمل على حمايتهم، بل لن تتردد في الاستغناء عنهم في أي وقت متى دعت الحاجة لذلك.
الكاتب: غرفة التحرير